لمذهبنا أعداء من الداخل والخارج، ولهم أساليب مختلفة سنتعرف عليها في مقالتنا هذه.
وللعدو أسلوبان يلتقي فيهما الأعداء ويساند بعضهم بعضاً!
والأسلوب الأول يتمثل بالهجوم الخارجي بشقيه: الخشن والناعم، أي الجانبين العسكري والفكري.
والثاني الاختراق الداخلي ـ والذي نحن بصدد الحديث عنه ـ وهو الأخطر والأكبر تأثيراً، ولكنه يحتاج أدوات داخلية مستعدة لإعانة الأعداء وذات قدرة على تنفيذ مخططاتهم.
والاختراق الداخلي يستهدف عادةً نقاط قوة المذهب محاولاً إضعافها أو تشويهها.
ونقاط قوتنا تتمثل في أمور عديدة منها :
١- التأصيل الفكري العقائدي الرصين.
٢- الحاضنة العلمائية لهذه العلوم العقائدية والفقهية والفكرية.
٣- منظومة الإدارة والقيادة المتمثلة بالمرجعية.
٤- الجهاز التبليغي المتمثل بالمنبر ووسائل الإعلام المختلفة.
٥- المظاهر العامة التي ترسخ القيم الدينية والمتمثلة بالشعائر الحسينية وغيرها.
ولهذا عمل العدو على ضرب منظومة القيادة من خلال طريقتين:
الأولى : التشكيك بهذه القيادة، وقد فشلت هذه الطريقة.
فجاءت الطريقة الثانية : وهي إبراز قيادات تحمل العناوين المحترمة مثل عنوان المرجعية، فنشأت ظاهرة المتمرجعين التي نراها اليوم.
وأما على مستوى الجهاز التبليغي، فقد صُدِّر العديد من المتحدثين الذين يشوهون الدين ومفاهيمه.
وأما على مستوى المظهر الديني العام، فقد صُدِّرت حركات مشبوهة منحرفة تتمظهر بمظهر الشعائر لتسيء لها وللمعزيين.
وأما على المستوى الفكري فقد صُدّر متحدثون يشككون الناس بكل عقائدهم بل حتى على مستوى المسائل الفرعية.
ثم عملوا على تشويه سمعة الحوزة العلمية بكل ما أوتوا من قوة ودعموا وزرعوا أسماء لا واقع لها في العلم والتقوى!
ومن أسباب قدرة العدو على التأثير هو وجود الجهلة من الناس الذين عطّلوا عقولهم ولم يتعلّموا قواعد الدين، فصاروا يقيسون الحق بالرجال ولا يقيسون الرجال بالحق؛ لأنهم لم يعرفوه عن دراية وتعلم.
ولكن رغم ذلك بقي الطيف العام للمؤمنين مدركاً لنقاط قوته متمسكاً بها معززاً لها مشخصاً للمنحرفين الذين يتمظهرون بمظهر الدين فاضحاً لهم؛ ولهذا نجد المروّجين لهؤلاء المنحرفين ينزعجون من كل حديث يصب في خانة التوعية والتمييز والتشخيص، واصفين من يشخصهم بأنه يخلق فتنة بين المؤمنين، وما الفتنة إلا المنحرفون والمروجون لهم.
#مجموعة_إكسير_الحكمة