أجوبة الشبهاتدين

لماذا عاد الصافي بالذاكرة 37 سنة ؟

لماذا عاد الصافي بالذاكرة 37 سنة ؟
للكاتب #Ailia_Emame

* كحال بقية المعزين .. كنت أنتظر كلمة الشيخ الكربلائي والسيد الصافي حفظهما الله .. في ليلة تبديل الراية، والإيذان بانطلاق العزاء لسنة 1446هـ

* وفي الوقت الذي انشغل فيه عموم الجمهور بـ (الخطأ التكتيكي في اختيار الزمان والمكان) الذي أرتكبه رئيس ديوان الوقف الشيعي حيدر الشمري .. كنت أنا ممن شغلهم أمر آخر .. وهو التفكير بما طرحه السيد الصافي.

* وبضربة مفاجئة .. أو كما يقال _ضربة معلم _ لم يتأخر السيد في فتح الملف والمباشرة بالقراءة .. تاركاً كل الشعارات والهتافات الحماسية .. وراح يعرض أمامنا أوراقاً عمرها 37 سنة !! مكرراً عبارات .. إلتفتوا .. إنتبهوا.

* كان هذا الملف عبارة عن تقرير أمني صادر في الشهر 10 لسنة 1987 من مديرية الأمن العامة في بغداد .. إلى وزير الداخلية في وقتها سمير الشيخلي (وما أدراك ما سمير الشيخلي مجرم الانتفاضة الشعبانية، وشقاوچي المنطقة الذي صار وزيراً).

* ويلخص التقرير كل الأساليب المقترحة لمحاربة (ركضة طويريج) التي انطلقت حينها في تحدٍ واضح للنظام.

* وبقناعتي أن الذي دفع السيد الصافي لفتح هذا الملف بالذات وقراءته هو أربعة أسباب رئيسية .. ستصبح كلها واضحة إذا عرفنا أن عمر التقرير أكبر من عمر 60% من الشباب الحاضرين تقريباً .. الذين يعتبرون العمود الفقري لإحياء العزاء:

الأول:
أراد السيد أن يستخدم طريقة أخرى للحديث مع أبناء هذا الوقت .. فهم يسمعون دوماً بأن الجيل الذي سبقهم لم يتخل عن الحسين عليه السلام .. رغم القمع والظلم والتعذيب الذي كان يتم استيراد أساليبه من مختلف المنظمات الإجرامية في العالم.

ولكنهم نادراً ما يسمعون بنوع هذه المعاناة وكيفيتها.. لذا فقد أستثمر الصافي هذه المناسبة وهذا التوجه النفسي .. ليريهم وثيقة عملية تتكلم عن تلك المعاناة.

أراد أن يشعرهم بالامتنان لأسلافهم .. وأن تكون لدينهم ثقة كاملة واطمئنان تام .. بأن الحسين سينتصر في النهاية .. فمن يرى قوة القبضة الأمنية في ذلك الوقت .. ويرى كيف أنتصر الحسين بعدها .. سيعرف أن المواجهة مع سيد الشهداء لا أمل فيها .. وهي معركة خاسرة بكل تأكيد.

الثاني:
أراد السيد أن ينبه على أن بقايا البعث التي تحمل هذا الفكر المسموم .. ما تزال بيننا وتعمل على أمل كاذب .. أن يعود البعث في أحد الأيام ولو بمسمى جديد.

المشكلة هنا .. أن الطبقة السياسية الفاشلة، استهلكت لأقصى حد موضوع عودة حزب البعث .. وطبلت كثيراً لهذا البعبع بغرض ترهيب الشارع وإرغامه على التصويت لها .. إلى حد صار الحديث عنه ممجوجاً لدى الشارع.

فلعل السيد الصافي أراد التنبيه على ضرورة عدم خلط الأوراق .. فمن جهة يجب أن نعترف بوجود تضخيم سياسي ومبالغة متعمدة في الموضوع لأغراض انتخابية .. ولكن من جهة أخرى يجب أن ندرك حقيقة وجود بقايا صدامية .. من وكلاء الأمن .. والرفاق .. وصنائع الحملة الإيمانية .. مازالت تستبدل جلودها وتؤثر بالمشهد الإعلامي والثقافي وحتى الديني .. والكثير من الشبهات والدعايات والإثارات .. مصدرها هذه البقايا المنتشرة في الفضائيات العلمانية والوهابية .. ومواقع التواصل .. بين معمم وأفندي.

الثالث:
وهذا برأيي أهم الأسباب .. وهو موضوع (الأساليب المستخدمة لمحاربة الشعائر) فقد استعرض السيد الصافي مجموعة من الأساليب المقترحة في التقرير .. منها إقامة السفرات الترفيهية والمباريات الرياضية في يوم العاشر من المحرم .. لكي ينسى الناس حسينهم !!

ما أجرأ هؤلاء وما أحمقهم !! هل تتخيل أن شخصاً يخطط ويفكر ويعمل ليل نهار لغرض واحد (كيف تنسى الشباب بضعة رسول الله وفاجعته) ؟!

غريب والله تطابق الأحداث !! أليس هؤلاء امتداد حقيقي لأبي سفيان الذي يقول ( لا والله إلا دفناً دفنا) ؟!

أليس هؤلاء الممثل الحقيقي لمعسكر يزيد .. الذين صاحوا في عصر عاشوراء .. بينما الحسين عليه السلام يحمل رضيعه (لا تبقوا لأهل هذا البيت من باقية) ؟!

لماذا إذاً نفترض أن التاريخ انتهى ولا يتكرر ؟ مادام الحاقدون على الحسين في كل زمان ؟

أليس بث قناة دجلة وأمثالها للغناء في ليلة عاشوراء تكرار لمحاولة تذويب القضية؟
أليس إصرارها على بث البرنامج الكوميدي (ولاية بطيخ) في عاشوراء محاولة لتذويب القضية ؟
أليس تعمد إقامة الأعراس في بعض المناطق يوم عاشوراء _ من دون كل أيام السنة_ هو إحياء سنة أموية لتذويب القضية؟

أليست سذاجة بعض الجند في معسكرنا .. وتصديقهم أن الأمور صدفة عفوية إلا نجاح للأمويين في تذويب القضية؟

أليس تفسير مقالي هذا بأنه محاولة لتأجيج الطائفية والأزمات السياسية إلا خلط وخبط في المفاهيم وتشابك في قراءة المشهد ينتهي إلى تذويب القضية؟

كل هذه الأسئلة أثارها السيد الصافي بشكل خفي وبمجرد العودة للوراء 37 سنة

لنفتح عيوننا إلى استمرار الأساليب ونعرف انتماء كل جهة من خلال تتبع أساليبها.

نعم يا سادة .. ولذا قلت أنها (ضربة معلم).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى