في الحقيقة نقرأ الكثير من مثل هذه التعليقات في مواقع التوصل، على أنّ مراجع الدين لم يقوموا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه دعاوى مخالفة للواقع!!
لأنّ أصحاب مثل هذه الدعاوى يتصوّرون أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أن يقف الإنسان في الطريق أو السوق ماسكاً عصاه ويحاسب هذا ويعاقب ذاك!!
والحقيقة أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهما طرق متعددة وأوجه مختلفة، يقوم بها الإنسان حسب ما يقتضيه ظرفه ووفقاً لاستطاعته، وليس ذلك مقتصراً على الطريقة التي في رأسك!!
فطباعة الرسالة العملية ونشر الفتاوى والنصائح، أمر بالمعروف ونهي عن المنكر.
وإرسال المبلغين والوكلاء والمعتمدين إلى المدن والقرى النائية أمرٌ بالمعروف ونهي عن المنكر.
وتأليف الكتب التي تحتوى على ردّ الشبهات وتوضيح القضايا الدينية ووضعها بمتناول أيدي الناس أمرٌ بالمعروف ونهي عن المنكر.
ودعم المشاريع التبليغية أمرٌ بالمعروف ونهي عن المنكر.
وهكذا الكثير من الطرق التي يقوم بها المراجع العدول هي من مصاديق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثم لولا قيام المراجع والعلماء بهذه الأدوار التي لا تعتبرها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هل بقي شيء من الدين؟!
من الذي أوصل تراث آل محمد (ص) إليك غير علماء الدين؟
من الذي دافع عن العقيدة والتشيّع غير علماء الدين؟
من الذي .. من الذي .. من الذي ؟!
لماذا يتحدث بعضنا وكأنه أحرص الناس على المذهب ويُبدي علماء الدين لا حرص لديهم على المذهب؟!
وكما قلنا، فالطريقة التي تريدها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير متاحة بالنسبة لهم، لأنّ مسؤولياتهم العلمية التي يخدمون بها المذهب في الدرس والتدريس، ومسؤولياتهم في إدارة شؤون المرجعية أو غيرها، لا تُبقي لهم مجالاً ليمارسوا ما تريده من طرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا إذا قلنا أنّ الطريقة التي تريدها صحيحة، فقد تكون غير صحيحة ومنفّرة من الدين!!
بالنتيجة المراجع يأمرون بمعروف وينهون عن المنكر، ولكن أنت غير ملتفت لأهمية ما يقومون به في هذا السبيل!
#مجموعة_إكسير_الحكمة
