لم نسمع منه يومًا أنه دعا لنفسه أو قال: أنا الأعلم والأرشد وعلى الناس اتباعي!
ولم نره يومًا يدعو إلى مصنفاته أو يتبختر بمؤلفاته كما يفعل الآخرون، على عمق بحثه وسعة فقاهته قياسًا بمن يدّعي ذلك!
ولم نره يحشد جيوشًا إلكترونية تستكلب على المؤمنين لأجل لقبٍ يسيلُ لعابُ الآخرين إليه وهم أبعد ما يكونون عنه!
فأين نراه إذن؟
رأيناه يفتتح الصروح العلمية والمدارس الدينية لنفع الدين وأهله، كما رأيناه أيضًا يحذف الألقاب العلمية التي هي استحقاق طبيعي لمثله، تواضعًا!
فهو ذلك الصالح الذي هذّب نفسه ليجلس حيث ينتهي المجلس، ولم يستغل نفوذا سياسيا لطلب الظهور والشهرة!
وكذلك رأيناه يشارك أهل العلم وعامة المؤمنين أحزانهم ويواسيهم بفقد أعزّائهم!
كل هذه الصفات التي ترفع عنها لسموّ أخلاقه ورفعتها، وجدناها فيمن يتهمه بالسعي إلى التوريث وينال منه زورًا وبهتانًا!
لذا فهم مصداقٌ حقيقيّ لمقولة: رمتني بدائها وانسلت.
حفظك الله سيدَنا رمزًا علميًا وعمقًا تحقيقياً فذًّا لحوزة النجف الأشرف.
– الشيخ أحمد آل حيدر



