أقام الإمام الحسين في منى مؤتمراً جمع فيه الصحابة والتابعين في أواخر حياة معاوية، وبلغ عدده ٧٠٠ شخص، ومثَّل بداية حركة النَّهضة الحسينيَّة العلنيَّة قال فيه:
“أمّا بعدُ، فإنَّ هذا الطّاغية قد فَعَلَ بنا وبشيعتِنا ما قد رأيتُم وعلِمتُم وشهِدتُم.
وإنّي أُريد أن أسألَكُم عن شيء، فإنْ صدَقْتُ فصدِّقوني، وإنْ كذِبْتُ فكذِّبوني.
اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي، ثمّ ارجعوا إلى أمصارِكُم وقبائِلِكُم، فَمَن أمِنْتُم من النّاسِ وَوَثِقْتُم بهِ فاِدعوهم إلى ما تعلمونَ من حقِّنا.
فإنّي أتخوَّفُ أنْ يُدرسَ هذا الأمرُ، ويذهبَ الحقُّ ويُغلَب (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ).[بحار الأنوار ج33 ص183]
ثم ما ترك الإمام شيئاً أنزله الله تعالى في القرآن إلَّا تلاه وفسَّره، ولا شيئاً مما قاله الرسول في أبيه وأمِّه وأخيه وفي نفسه وأهل بيته إلَّا رواه.
وفي كلِّ ذلك يقولُ من شهد الحديث من الصحابة: “اللَّهم نعم،وقد سمعنا وشهدنا.
ويقول التابعيُّ: “اللَّهم قد حدَّثني به مَن أصدِّقه وأئتمنه من الصحابة” فقال الإمام: “أنشدكم الله، ألا حدَّثتم به من تثقون به وبدينه” [كتاب سُليم بن قيس ص320].
وفي هذا المؤتمر شجب فيه الإمام سياسة معاوية الهادفة إلى حجب المسلمين عن أهل البيت، وستر فضائلهم وقد دعا الإمام حضّار ذلك المؤتمر إلى إشاعة مآثرهم وإذاعة مناقبهم وما ورد في حقّهم عن النبيّ (صلى الله عليه واله) ليعرف المسلمون مخططات معاوية ضدّ أهل البيت (عليهم السلام).
وهذه الحادثة مما ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه ص320.
#مجموعة_إكسير_الحكمة