يُعتبر مسجد الكوفة من أعظم المساجد في الإسلام، وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه قال: “أربَعةٌ من قُصُورِ الجنَّة في الدُّنيا: المسجدُ الحرام، ومسجدُ الرسول (صلى الله عليه وآله)، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة”.[وسائل الشيعة ج3ص545]
ولقد حبا الله تعالى به أهل الكوفة من دون سائر النَّاس، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): “يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، لَقَدْ حَبَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا لَمْ يَحْبُ بِهِ أَحَداً مِنْ فَضْلِ مُصَلَّاكُمْ، بَيْتِ آدَمَ، وَ بَيْتِ نُوحٍ، وَ بَيْتِ إِدْرِيسَ، وَ مُصَلَّى إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، وَ مُصَلَّى أَخِي الْخَضِرِ عليه السلام، وَ مُصَلَّايَ”.[وسائل الشيعة ج5 ص257]
وهو مسجد قديم جداً حيث صلى فيه الأنبياء العظام و صلى فيه رسول الله محمد صلى الله عليه و آله، و صلى فيه الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام و بعض الأئمة المعصومين من أئمة أهل البيت عليهم السلام.
فقد رَوى هَارُونُ بْنُ خَارِجَةَ قَالَ: قَالَ لِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام: “كَمْ بَيْنَ مَنْزِلِكَ وَ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ”؟
فَأَخْبَرْتُهُ.
فَقَالَ: “مَا بَقِيَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا عَبْدٌ صَالِحٌ إِلَّا وَ قَدْ صَلَّى فِيهِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله مَرَّ بِهِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ فَاسْتَأْذَنَ فِيهِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ…”.[مستدرك الوسائل ج3 ص399]
عن ابي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ” نِعْمَ الْمَسْجِدُ مَسْجِدُ الْكُوفَةِ صَلَّى فِيه أَلْفُ نَبِيٍّ وأَلْفُ وَصِيٍّ ومِنْه فَارَ التَّنُّورُ وفِيه نُجِرَتِ السَّفِينَةُ مَيْمَنَتُه رِضْوَانُ اللَّه ووَسَطُه رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّة”.[الكافي ج3ص492]
يبلغ طول المسجد إلى 110 أمتار وعرضه إلى 101، وتبلغ مساحة المسجد 11162 متراً، ويحيط به جدار بارتفاع 10 أمتار. كما تبلغ مساحة صحن المسجد إلى 5642 متر، وتصل مساحة حجرات المسجد إلى 5520 مترا. هناك 187 عموداً و4 منارات يبلغ ارتفاع كل واحد منها إلى 30 متراً، وللمسجد خمسة أبواب الآن: باب الحجة (البوابة الرئيسية) وباب الثعبان، وباب الرحمة، وباب مسلم بن عقيل، وباب هانئ بن عروة
من أشهر مقاماته دكة القضاء، وكانت بناءً في جامع الكوفة يشبه الحانوت يجلس عليها أمير المؤمنين (ع) للقَضاء والحكم وكانت هناك أسطوانة قصيرة كتب عليها الآية: (إنّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ).
وبيت الطست [الطشت] هو المكان الذي كانت فيه كرامة لأمير المؤمنين (عليه السلام) في بنت عزباء ظنَّ إخوتها أنَّها حُبلى فراموا قتلها فأتوا أمير المؤمنين (عليه السلام) ليحكم بينهم فأظهر براءتها.
ومن المقامات المهمة فيه الأسطوانة السابعة: وهي مقام وفق الله تعالى النبي آدم (عليه السلام) فيه للـتوبة.
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يصلي إليها.
وفي بعض الروايات أنه ينزل في كل ليلة ستون ألف ملك فيصلّون عند الأسطوانة السابعة فلا يعود منهم ملك إلى يوم القيامة. وفي روايةٍ أخرى أن الأسطوانة السابعة هي مقام إبراهيم (عليه السلام)
وسيكون مركز حكم القائم (عليه السلام) بعد خروجه هو الكوفة.
وقد سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) أين يكون دار المهدي ومجمع المؤمنين. قال: “دار ملكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة”[بحار الأنوار ج53 ص11]
ومن مميزاته كما في الروايات أن الصلاة المكتوبة فيه لتعدل ألف صلاة وأن النافلة فيه لتعدل خمسمائة صلاة وأن الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا.
كما أنه أحد الأماكن الاربعة التي يُخيَّر فيها المسافر بين القصر والتمام.