فكر وثقافةكتب مختارة

ماذا تعرف عن “موسوعة الغدير”؟

المؤلِّف

هو العلّامة عبد الحسين بن الشيخ أحمد الأميني التبريزي النجفي، وُلِدَ في تبريز سنة ١٣٢٠هـ الموافق لـ ١٩٠٢م.

درس على يد أفاضل العلماء في تبريز ثم انتقل وأكمل الدراسة في النجف الأشرف على يد العلماء والمراجع الكبار وحصل على عدة شهادات تدل على فضله ومنزلته العلمية الكبيرة.

تُوفِّي (رض) سنة ١٣٩٠هـ الموافق لـ ١٩٧٠م ودُفِنَ في النجف الأشرف بجنب مكتبته وهي على مسافة قريبة من مرقد أمير المؤمنين (ع)


من أعمال الشيخ الأميني تأسيس مكتبة الإمام أمير المؤمنين (ع) في النجف الأشرف، وقد حاولت السلطات الرسمية آنذاك الضغط على الشيخ لتغيير اسهما لكنّه أصرَّ على هذا الاسم المبارك.
تحتوي المكتبة  على ما يزيد على نصف مليون عنوان (كل دورة كاملة تعتبر عنواناً واحداً).


معاناته في سبيل تأليف موسوعة الغدير

لقد عانى العلّامة الأميني كثيراً في جمع المصادر حيث سافر إلى مكتبات عدة بلدان وهي تركيا وسوريا والهند بالإضافة إلى مكتبات العراق وإيران، فلعله يسافر من بلد لآخر من أجل رواية أو روايتين في فضائل أمير المؤمنين (ع) لا يريد تفويتها ويحرص على أخذها من مصدرها الأم.

فصرف من عمره الشريف لأجل الغدير ما يقارب نصف قرن، وطالع أكثر من ٣٠ ألف كتاب.


أهمية موسوعة الغدير
مسألة إمامة أمير المؤمنين (ع) أهم مسألة خلافية على الإطلاق، إذ تتفرع عليها مسائل إسلامية كثيرة جداً وهي الميزان بين الحق والباطل، ولذا اهتمّ بها علماء الإمامية كثيراً، منهم الشيخ المفيد (قدس) المتوفى سنة ٤١٣هـ قد كتب رسالةً في معنى كلمة (المولى) الواردة في حديث الغدير المعروف.

وعلى مر العصور تعرّض العلماء لمبحث الإمامة، ومنهم الشيخ الأميني في موسوعته الخالدة (موسوعة الغدير) التي تميّزت بكثرة مواضيعها وشمولها وترتيبها ودقّتها وسعة إطّلاع مؤلِفها، وضمّت مع مسألة الغدير مواضيع أخرى مهمة، ومما تميزت به موسوعة العلّامة الأميني أنَّه جمع فيها ٢٠ قرينةً تدلّ على أنّ المراد من لفظة (المولى) في حديث الغدير هو الإمامة وليست النُصّرة أو المحبة كما يُدَّعى.


محتوى موسوعة الغدير

اسم الموسوعة هو (الغدير في الكتاب والسنة والأدب) لذا تعرّض العلامة الأميني (رض) للآيات القرآنية الكريمة النازلة في شأن أمير المؤمنين (ع) وتفاسيرها من كتب العامة وارتباطها بإمامة أو فضائل أمير المؤمنين (ع).

ثم انتقل العلّامة للسُنَّة “حديث رسول الله (ص)” ونقل مصادر حديث الغدير ورواته من كتب العامة.
وتعرّض للأحاديث الأخرى التي تدلّ على الإمامة أو الفضائل، بالإضافة لمناشدات أمير المؤمنين (ع) واستشهاده بحديث الغدير على الإمامة في يوم رَحبة الكوفة وغيره وكذا استشهادات أهل البيت (ع) بحديث الغدير.


وبعد ذلك انّتقل العلّامة (للأدب) فأحصى عدداً كبيراً جداً من الشعراء الذين ذكروا الغدير لحين عصره أي ١٤ قرناً من الزمان.

وبين تلك المباحث الكبيرة تعرّض العلّامة لمباحث خلافية مهمّة وكذلك للشبهات والأكاذيب على الشيعة وردّها بعلمٍ وإنصافٍ وأدبٍ، وتعرّض لبعض الإشكالات العلمية على خلفاء العامّة.


إحصاءات في موسوعة الغدير

أحصى العلّامة الأميني ومن مصادر أبناء العامّة ١١٠ من الصحابة الذين رووا حديث الغدير.
ثمّ انّتقل لتابعي الصحابة وأحصى منهم ٨٤ تابعياً ثمّ انتقل لعلماء على مدى ١٤ قرناً ممن روى منهم حديث الغدير ونقل منهم ٣٦٠ عالماً.

وتعرّض كذلك للعلماء الذي ألّفوا كُتباً في الغدير وعددهم ٢٦ عالماً من الشيعة والعامّة.


أقوال العلماء في موسوعة الغدير

المرجع الأعلى في زمانه السيد محسن الحكيم (قدس) قال: (… ولقد توفّق كل التوفيق في قوة حجّته، وشدّة عارضته، وروعة أسلوبه، وجمال محاورته، وقد ضمَّ إلى حصافة الرأي جودة السرد، وإلى بداعة المعاني قوة المباني، وتفنَّن في المواضيع المختلفة فوردها سديداً وصدر عنها قويماً.
فجدير بالمسلم المثقف الذي يرتاد الحقيقة ويتطلب الأمر الواقع أن يقرأه ويستنير بضوئه، وحقيق بمؤلفه الموفّق أن يشكر الله تعالى على توفيقه وعنايته ورعايته، وجزاه الله على عظيم خدمته خير جزاء المحسنين).

العلّامة السيد عبد الحسين شرف الدين (رض) قال: (… فهي موسوعة لو اصطلح على إبداعها عدة من العلماء وتوافروا على إتقانها بمثل هذه الإجادة لكان عملهم مجتمعين فيها كبيراً حقاً …).


اقرأ الموسوعة
واليوم لا غنى للخطباء والباحثين عن مطالعة موسوعة الغدير الخالدة مع باقي المؤلفات والكتب المهمة لمعرفة الحق بالدلائل الواضحة، فعندما يجتمع العمل الدؤوب مع الإخلاص والتوفيق الإلهي تكون هذه النتيجة، وهي ليست إلا قطرة من بحر منازل وفضائل أمير المؤمنين (ع).

فقد تعرّض أمير المؤمنين (ع) لظلاماتٍ كثيرةٍ فأخفى مبغضوه فضائله حسداً وأخفاها محبوه خوفاً، فينبغي على شيعته قراءة هذه الموسوعة العظيمة التي تبلغ ١١ جزءاً لمعرفة شيئاً من فضائله وظلاماته (ع).

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى