بداية يجب التنبيه على أنَّ التبليغ النبويّ بأمر الله تعالى بتنصيب أمير المؤمنين عليه السلام خليفةً على المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقتصر على خطبة الغدير في آخر الدعوة، بل كان إعلاناً ضمن سياق ممتدّ منذ بداية الدعوة الإسلامية.
وكان التبليغ يتمّ في محطات مختلفة للتنبيه على هذه الحقيقة وتوفير الدّلالة القاطعة على الخلافة والنصّ على إمامة علي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله.
لم يقتصر التبليغ على خطبة الغدیر، بل كان ضمن سياق ممتدّ منذ بداية الدعوة.
في حادثة الدار (بداية الدعوة)، نصّ النبي صلى الله عليه وآله على أنَّ عليّاً «وصِيِّي وخليفتي فيكم بعدِي»، بعد أن لبّى الدعوة دون غيره.
لاحقاً، في أحداث مثل استخلاف النبي صلى الله عليه وآله للإمام على مكة عند الهجرة، حادثة سد الأبواب، استخلافه في غزوة تبوك (حديث المنزلَة)، حادثة المباهلة، وتبليغ سورة براءة بدلاً من أبى بكر، كان في تلك الأفعال والنصوص إظهار للتخصص والولاية التي يتمتّع بها عليه السلام دون غيره.
في سياق الدعوة في حجة الوداع، نزلت آية التبليغ (بَلِّغ ما أنزل اليك) لتؤكِّد على النبي صلى الله عليه وآله أن يبيّن الخلافة.
عند عودة النبي صلى الله عليه وآله وفي غدیر خم بالتحديد، خطب في جماهير الناس وصرح بالتوصية والخلافة والإمامة والإمرة لأمير المؤمنين (ع)، وأخذ بيد علي عليه السلام وقال: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه»، وأمر الناس أن يبايعوه رجلاً رجلاً على الخلافة.
قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله بـ 19 يوماً، أمر صلى الله عليه وآله أن يصلِّي في الناس للتنبيه على هذه الخلافة مرة أخرى.
لاحقاً، صرح عمر بعد تلك الواقعة: «ما أكد النبي صلى الله عليه وآله في الولاية في يومٍ مثل هذا»، في إشارة إلى شمولية للتنبيه على الخلافة في تلك الفترة الحسّاسة.
لذلك لا يمكن أبداً القبول بقول “أنّ الصحابة لم يفهموا أنّ المقصود من الغدير هو الخلافة!!”.
#مجموعة_إكسير_الحكمة