الحلقة الثانية
حضر في المعارف الإلهية لدى جملة من أعلامها ومدرسيها، كدروس العلامة المرحوم الميرزا مهدي الأصفهاني المتوفي أواخر عام ١٣٦٥ هـ حتى أتقنها .
وحضر بحوث الخارج للميرزا الإشتياني، والميرزا هاشم القزويني قدس سرهما.
٧ – الحوزة: انتقل إلى الحوزة العلمية الدينية في قم المقدسة على عهد المرجع الكبير السيد حسين البروجردي في أواخر عام ١٣٦٨هـ؛ لإكمال دراسته؛ فحضر عنده في الفقه والأصول، وأخذ من خبرته الرجالية والحديثية وحضر عند السيد محمد الحجة الكوهكمري في الفقه فقط، مضافاً لجملة من الأفاضل في حينه.
وبملاحظة تاريخ الولادة والحضور نستكشف أن عمره كان (۱۹) عاماً وبدأ بحضور بحث الخارج.
٨ – في قُم : خلال فترة إقامته في قم راسل العلامة المرحوم السيد علي البهبهاني بموضوع القبلة وناقشه في بعض نظريات المحقق الطهراني، ووقف السيد البهبهاني موقف المدافع عنها، علماً إنَّ السيد البهبهاني بعد عِدَّة مراسلات كتب إلى السيد السيستاني رسالة ثناء وتقدير مرجئاً تكميل البحث لحين اللقاء به عند التشرف بزيارة الإمام الرضا (ع).
٩- هجرته من قم: في عام ١٣٧١ هـ ـ عند عمر ٢٢ عاماً – هاجر من قم المقدسة إلى النجف الأشرف، لكنه وصل أولاً إلى كربلاء المقدسة؛ إذ وافق ذكرى أربعين الإمام الحسين، ثم نزل النجف الأشرف وسكن مدرسة البخارائي العلمية وحضر بحوث العلمين الشهيرين آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي والعلامة الشيخ حسين الحلي في الفقه والأصول، ولازمهما مدة طويلة، كما حضر بحث السيد الحكيم والسيد الشاهرودي (قدس).
١٠ – الرجوع إلى مشهد، في أواخر عام ١٣٨٠ هـ ـ أي بعمر ٣١ عاماً – عزم على السفر إلى موطنه المشهد الرضوي وكان من المحتمل استقراره فيها، فكتب له أستاذاه السيد الخوئي والشيخ حسين الحلي (قدس سرهما) شهادتين في الاجتهاد خطيتين مغمورتين بالثناء على علمه وفضله؛ لما امتاز فيه من قوة الإشكال، وسرعة البديهة، وكثرة التحقيق والتتبع في الفقه والرجال، ومواصلته للنشاط العلمي، وإلمامه بالنظريات العلمية.
مضافاً لحصوله على شهادة ثالثة من قبل شيخ محدثي عصره الشيخ أغا بزرك الطهراني؛ يطري فيها على مهارته في علمي الرجال والحديث.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ السيد الخوئي لم يكتب شهادة خطية إلا لعدد قليل جداً منهم السيد السيستاني.
۱۱ – عودته إلى النجف : عندما رجع سماحته إلى النجف الأشرف أوائل عام ١٣٨١ هـ ؛ بدأ بإلقاء محاضراته – الدرس الخارج – وكالآتي :
۱۲ – على النطاق الفقهي :
كان درسه الفقهي على ضوء مكاسب الشيخ الأنصاري، وأعقبه بشرح العروة الوثقى، فأتمَّ منها شرح كتاب الطهارة، وأكثر كتاب الصلاة وبعض كتاب الخمس، أي بدأ بحثه وعمره آنذاك ٣٢ عاماً.
-بعد أن انتهى من كتاب الصوم؛ بدأ في عام ١٤١٨هـ بشرح كتاب الاعتكاف، ثم شرع في بحث الزكاة، وقد توقف بحثه العام فيه ولم يكمله (۱).
-له محاضرات فقهية أخرى مزامنة لما تقدم خلال سنوات عدة تناولت كتاب القضاء، وأبحاث في الربا، وقاعدة الإلزام التي أطلق عليها قاعدة الاحترام ، وقاعدة التقية، ونحوها من القواعد الفقهية.
۱۳ – على النطاق الرجالي: له محاضرات في علم الرجال شملت مراسيل ابن أبي عمير وشرح مشيخة التهذيبين، كما أنَّ له نظر في قضية ابن الغضائري – غير المعتمد عليه من قبل المشهور ؛ لعدم نسبة الكتاب إليه ؛ ولأمور أخرى – إذ كان معتمداً عنده ومخالفاً للمشهور فيه.
١٤ – على النطاق الأصولي :
أ- بدأ بإلقاء محاضراته الأصولية في شهر شعبان عام ١٣٨٤هـ.
ب – يوجد التسجيل الصوتي لجميع محاضراته الفقهية والأصولية من عام ١٣٩٧هـ مضافاً لتقريرات بعض طلبته (٢).
جـ – أكمل الدورة الثالثة في شهر شعبان عام ١٤١١هـ، بمعنى أنَّه أكمل الدورات الثلاث في ٢٧ عاماً.
د- انقطع الدرس العام لسماحته في آخر شهر شوال عام ١٤١٩هـ، المصادف في شباط ۱۹۹۹م.
عِلماً أنه استمر سنين عِدة في بحثه والدار مراقبة عن قرب بالغ من أجهزة المخابرات العراقية لكل داخل وخارج.
١٥ – من مؤلفاته : له مؤلفات عدّة وتقريرات منه ولدرسه كذلك، وتخرج من بحثه جملة من الفضلاء البارزين أمثال نجليه آية الله السيد محمد رضا، وآية الله السيد محمد باقر والعلامة الشيخ مهدي مرواريد والعلامة السيد مرتضى المهري والعلامة السيد حبيب حسينيان، والعلامة السيد مرتضى الأصفهاني، والعلامة السيد أحمد المددي والعلامة الشيخ باقر الإيرواني، والعلامة الشيخ
محمد حسن الأنصاري، وغيرهم كثير.
____
(۱) بتاريخ: ٣٠/شوال/ ١٤١٩هـ
(۲) خلال تتلمذي على يديه في السنين الثلاث الأخيرة من درسه الخارج واكبت جملة من الطلبة الأفاضل الذين دأبوا على تقرير بحثه المبارك أذكر منهم أنموذجاً : السيد محمد باقر السيستاني، السيد محمد صادق الخرسان، الشيخ القائيني.
بقلم : الشيخ الدكتور جواد أحمد البهادلي (بتصرف بسيط).
#مجموعة_إكسير_الحكمة