يقول الإمام أمير المؤمنين (ع): وإنما قلب الحَدَث كالأرض الخالية، ما ألقي فيها من شيء قبلته.
فعلاً إن قلب الطفل خالٍ من معلومة فكريّة، خالٍ من كلّ اتّجاه فكريّ، خالٍ من الخير والشر، يتقبّل كلّ شيء، ويلتقط كلّ ما يجد، وينبت فيه كلّ غرس، مهما كان.
يقول الإمام الصادق (ع): بادروا أولادكم بالحديث، قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة.
يقول بعض العلماء في شرح هذا الحديث الشريف: أي: علّموهم في شرخ شبابهم، بل في أوائل ادراكهم وبلوغهم من الحديث ما يهتدون به إلى معرفة الأئمة (ع) والتشيّع قبل أن يغويهم المخالفون ويدخلهم في ضلالتهم فيعسر بعد ذلك صرفهم عن ذلك.
وإن من حقوق الأبناء على آبائهم أن يعلّموهم الخير والمعروف، وأن يرشدوهم إلى كلّ ما فيه صلاحهم، وأن يبعدوهم عن موارد السوء والهلكة الدنيوية والأخروية، والتي منها الحرب الثقافية الناعمة التي لا زالت تدكّ بقذائفها الصاروخية المسمومة صوب أطفالنا وشبابنا، وباختلاف الأنواع وتعدد الأساليب.
وعودة الفترة الدراسية إنما هي عودة تلقّي الطفل والشابّ ـ بواسطة المناهج وغيرها ـ للمعلومات غير الصحيحة، بل المعلومات المدسوسة عنوة من أجل التغذية بالمفاهيم التي يحبّون.
كذلك هي عودة اختلاط الأطفال ببعضهم، والشباب ببعضهم، حيث يتلقّى أحدهم من الآخر الثقافة التي تعلّمها من خارج الجوّ الديني، فتسري بينهم من حيث علموا أو لم يعلموا.
فعلى أولياء الأمور الانتباه إلى هذا الأمر الخطير، والتسابق مع الأعداء، بل وسبقهم، في تحصين أطفالنا وشبابنا، كلٌّ حسب عمره ومستواه، وبمختلف الأساليب، لئلا تضيع الفرصة وتستمكن الثقافة الفاسدة، ولا يمكن تلافي الخطر حينئذ، أو يمكن لكن بصعوبة بالغة.
ـ السيد أسعد القاضي