قال تعالى: ” فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ” [عبَس 24]، وفي الرواية عن الإمام الباقر (ع) في تفسير الطعام أنَّه: ” علمه الذي يأخذه، عمن يأخذه” [الكافي ج1ص50].
ولأنّ لله تعالى في كل واقعة حكماً، حيث لم يتركك حتى في أدقِّ خصوصياتك وأخفاها، فشرّع لك آداب التخلّي، وأحكام النكاح وغيرها، فإنه لا يتغاضى عنك في قضايا أوسع ارتباطاً بالله تعالى وبالمجتمع !
وبالتالي لا بُدَّ من امتثال أحكامه تعالى، ولكن:
ممن نأخذ هذه الأحكام؟
إنما نأخذها من المجتهد الأعلم العادل.
وكيف نختار المرجع الأعلم العادل؟
الجواب:
هناك طرق مذكورةٌ في الرسالة العملية،
منها: الاختبار
يعني اختبار المرجع علمياً بإلقاء الأسئلة العلميَّة عليه ليُجيب عنها مع بيان دليله فيها، وهذا لا يقدر عليه إلَّا من هم على مستوى عالٍ من العلم والخبرة بالأدلة الشرعية.
ومنها: شهادة اثنين من أهل الخبرة بأعلميَّته، ويُسميان بـ “البينة” فإذا شهدت البينة على ذلك بحيث لم تُعارضها بينةٌ أخرى تقول بأعلميَّة مجتهدٍ آخر، حينئذٍ وجب الرجوع إليه في معرفة الأحكام.
ولكن ما هي مواصفات أهل الخبرة:
أن يكونوا على درجةٍ عاليةٍ من العلم بحيث يكونوا قادرين على مناقشة وفهم دليل المجتهد الذي يتصدَّى للمرجعية، كأن يكونوا هم أيضاً مجتهدين أو قريبين من الاجتهاد.
وأن يكونوا على درجةٍ عاليةٍ من الورع، بحيث لا تتدخل الأهواء والرغبات النفسية في الإشارة إلى كون هذا الشخص مجتهداً من عدمه.
#مجموعة_إكسير_الحكمة