الانسياق خلف سراب دعوات الحداثة الفكرية الدينية أوصلت البعض إلى مستوى فكري ضحل ومخالفٍ للمسلّمات، حتى قال أحدهم بجواز تقليد الكافر أو المخالف مثل الشافعي!!
مع أنّ النصوص الشرعية الواردة عن أئمة أهل البيت (ع) تقصر الرجوع على علماء الشيعة، وتشترط الإيمان بأمر أهل البيت(ع) بكل وضوح، وليست العلوم الشرعية كباقي العلوم التي لا يهم فيها إلا الخبرة العلمية.
ومن ذلك ما رواه علي بن سويد ( قال كتب إليّ أبو الحسن (ع) وهو في السجن : وأما ماذكرت ياعلي ممن تأخذ معالم دينك ؟ لا تأخذ معالم دينك عن غير شيعتنا، فانك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين …) وسائل الشيعة ج ١٨ ص ١٠٦ .
وما رواه أحمد بن حاتم (قال كتبت إليه – يعني أبا الحسن الثالث ع – أسأله عمّن آخذ معالم ديني؟ وكتب أخوه أيضاً بذلك، فكتب إليهما : فهمت ماذكرتما، فاصمُدا في دينكما على كل مسنٍّ في حبنا وكل كثير القدم في أمرنا، فإنهما كافوكما إن شاء الله تعالى) الوسائل ج ١٨ ص ١١٠ .
وما رواه محمد بن يعقوب في الكافي بسنده إلى عمر بن حظلة عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : ينظران من كان “منكم” ممن قد روي حديثنا “ونظر في حلالنا وحرامنا” وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً ، فإني قد جعلته عليكم حاكماً ، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا ردَّ ، والراد علينا راد على الله وهو على حد الشرك بالله.
الإمام (ع) يقول : “منكم” يعني من الشيعة الذين يعتقدون بالإمامة الكاملة.
أما دعوى جواز التعبد بجميع الأديان والمذاهب فهي دعوى أكثر بؤساً من سابقتها وقد بينتُ وهنَها في ردود سابقة.
#أبو_تراب_مولاي