أجوبة الشبهاتدين

هكذا يقول العقلاء !!

تتحرَّك الحيواناتُ بالغريزة، فبها يكون حفظ النوع، تضع بعضُ أنواع الأسماك بيوضها في البحار، ثم تتركها وتمضي، فإذا السمك الوليد يُهاجر آلاف الأميال إلى موطن أجداده وآبائه. من علَّمه ذلك؟!

تلك هي الهداية التكوينيَّة، ومنها الوحيُ إلى النَّحل أنْ تتخذ من الجبال بيوتاً، وإن شئت فعبّر عنها بالغريزة.

ويتحرَّكُ الإنسان في طفولته الأولى بالفطرة، فهو لا يدري أين يكون ثدي أمِّه حين يُولد، ولكنَّه بهداية الله وتعليمه يلتقم الثدي ساعة يُولَد من غير تعليم، وتلك هي الفطرة.

ويبقى الحيوان مُتحرِّكاً بغزيرته، أسراب الطيور في هجرتها، وقطيع النَّوِ في رحلته.

ولكنَّ الإنسانَ أُعِدَّ لمهمةٍ أسمى، ولقضيةٍ أرفع، ألا وهي خلافة الله في أرضه، تلك الأمانة التي أبت السموات والأرضُ أن يحملنها وتحمَّلها الإنسان؛ لذلك وهبه اللهُ العقل ليُعينه عليها.

وحركةُ الإنسان في العلم والعمل وإحياء الأرض وعمارة الدنيا تقتضي المشاورة والمباحثة. وتبيَّن من خلال المناظرات والمحاورات أنَّ هناك من هو أهلٌ للاستشارة لأنَّه عالِمٌ خبيرٌ في اختصاصه.

حتى في المجالات الأقلّ أهميَّة ترى هناك استعانةً بالخبرات العملية والنظرية كما في كرة القدم، فهم يأتون بخبراء عالميين ليضعوا الخطط للعمل عليها.

في الحقيقة هذا يُسمى بالتقليد.
فرجوع الفرق الرياضيَّة مثلاً للخبراء العالميين في الرياضة ليضعوا لها الخطط في هذا المجال هو تقليدٌ من هذه الفرق لأولئك الخبراء في فتاويهم الرياضية، ولتكن الخطط الموضوعة بمثابة الرسالة العملية لهذا الخبير.
إذن التقليد أمرٌ عقلائيّ.

ومن مستلزمات خلافة الإنسان في الأرض عن الله تعالى التعرّف على التشريعات الإلهية والعمل بها وفق شروطها وأجزائها.
وللتعرّف على هذه الشروط ينبغي مراجعة الخبير، وهو مرجع التقليد.

فما يدورُ في هذه الأيام من عدم الحاجة للتقليد هو أمرٌ خلاف عمل العقلاء من رجوع الجاهل للعالِم في بعض القضايا التي تهمّه، كرجوع المريض للطبيب.

ومن يعمل على خلاف ما اتفق عليه العقلاء كيف يصح أن يقلّده العاقل في نفي مسألة التقليد؟!
الرسالة العمليَّة لمرجعك طريقك إلى تطبيق أوامر من استخلفك في الأرض، ولكلِّ طريقٍ معالم، ومعالم هذه الرسالة الفتاوى الابتلائيَّة، فعليك بتعلّمها وفهمها.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى