الصلاة هي الصِلة بينَ العبد وربّه، وهي عمود الدين كما روي عن الإمام الصادق (ع) أنَّه قال: قال رسول الله (ص): (مثل الصلاة مثل عمود الفسطاط إذا ثبت العمود نفعت الأطناب والأوتاد والغشاء، وإذا انكسر العمود لم ينفع طنب ولا وتد ولا غشاء) [الكافي الشريف ج3 – ص266] والفسطاط هو الخيمة أو البيت المُتَّخَذُ من الشعر.
فهذا التشبيه الرائع واضحٌ جداً، لأنّنا نرى أحياناً تشبُّث بعض الأشخاص ببعض الأعمال الصالحة أو الأخلاق الحميدة مع عدم اهتمامهم وعدم مبالاتهم بالصلاة، والأعمال الصالحة والأخلاق الحميدة مطلوبة ولكن الدين يؤتى من حيث أمر اللّٰه تعالى، روي عن أبان بن تغلب أنَّه قال: كنتُ صليت خلف أبي عبد الله (عليه السلام) بالمزدلفة، فلما انصرف التفت إليَّ فقال: يا أبان، الصلوات الخمس المفروضات، من أقام حدودهن وحافظ على مواقيتهن لقى الله يوم القيامة وله عنده عهدٌ يدخله به الجنة، ومن لم يُقِمْ حدودهن ولم يحافظ على مواقيتهن لقى الله ولا عهد له، إن شاء عذَّبه وإن شاء غفر له). [الكافي الشريف ج3 – ص267]
والتهاون في الصلاة سببٌ لارتكاب الذنوب حيث روي عن الإمام الصادق (ع) أنَّه قال: قال رسول الله (ص): (لا يزال الشيطان ذعراً من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس، فإذا ضيعَهُنَّ تجرَّأ عليه فأدخله في العظائم). [الكافي الشريف ج3 – ص269].
وروي في وصيةٍ لأمير المؤمنين (ع) لأصحابه أنَّه قال: (تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها، واستكثروا منها، وتقرّبوا بها، فإنَّها كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً، ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سُئِلُوا “مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ” وإنَّها لتَحُتّ الذنوب حتَّ الورق وتطلقها إطلاق الربق). [بحار الأنوار ج79 – ص224] (تَحُتّ الذنوب) أي تُسّقِطُها كما يسقط ورق الشجر.
فيا أيها الشاب لا تتهاون بالصلاة ولا تتركها لأي سبب من الأسباب، ولا تنسَنا فيها من الدعاء.
#مجموعة_إكسير_الحكمة