في أحيان كثيرة نسمع من الناس عند حصول موقف معين ترديدهم لمقولة: (الدين المعاملة) ويظنون أنها حديث نبوي، لكنه ليس كذلك، ولم يرد في مصادرنا، وإن كان معنى المقولة صحيحاً إذا كان المقصود هو كون الدين تكاملاً بين مكارم الأخلاق والفروض العبادية، كما روى الشيخ البرقي في المحاسن ص٣٨٩ ح١٥ عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: «مِن الإيمان حُسن الخُلق».
لكن أحياناً يتحول هذا الخطاب إلى تفريط بالواجبات الشرعية ومبرر لارتكاب المحرمات بدعوى “أنّ المهم هو لطافة المعاملة وحسن الأسلوب” !
والحقيقة، إنّ هذا التفكير بعيد عن روح الشريعة ولا يقرّه دينٌ ولا عقل، فكيف يُستغنى عن تطبيق أوامر الله ونواهيه الواردة في الكتاب العزيز أو على لسان المعصوم بمجرد حسن الأسلوب ولطافة المعاملة؟!
إنّ هذا تشريعٌ محرّم وهو في قبال التشريع الإلهي الذي ألزم العباد بالواجبات وألزمهم ثانيةً بترك المحرمات، ومَن لم يلتزم بذلك فهو سيّء، سواءٌ كان حسن الأسلوب أو سيء الأسلوب.
نعم.. حسن الأسلوب ولطافة التعامل مع الناس شيء مطلوب، والدين يدعو له، وهو مهم، إلا أنّ الالتزام هو الأهم وهو المقياس في صلاح الإنسان وعدم صلاحه.
لذا لا يصح أن ننظر إلى العصاة (كشارب الخمر أو المرأة المتبرجة أو قاطع الصلاة) على أنهم عناصر صالحة ويكفي في الدين حسن أسلوبهم وطيب معاملتهم!
حسن الأسلوب ولطافة المعاملة تدعونا إلى أن نعمل على هداية من يمتلكهما – لو كان مفرّطاً بالالتزام – لا أن نقول له : أحسنت، أسلوبك الجميل يكفي وهذا هو الدين!
#مجموعة_إكسير_الحكمة