في يوم الغدير خرج أبو علي من بيته بغية معايدة الجيران، وسط بهجة كبيرة تملأ قلبه، وزقاقه مليء بالزينة وضحكات الأطفال، والجار يطرق باب جاره ليذيقه حلوى العيد.
التفت أبو علي لأبي محمد وهو يقول له: ماذا تصنع يا أبا محمد، كل من لقيته مسكتَ يديه مصافحاً ولا تفلتها إلا بعد طول حديث.
– نعم يا أبا علي، في هذا اليوم نستذكر كل نعم الولاية لعلي، ومنها نعمة الأخوة مع الموالين، وهذا يسمى بالمؤاخاة.
دعني أآخيك لنتعرف على عمل المؤاخاة
– يشرفني ذلك يا أخي في الولاية.
– هاتِ يمينك لأصافحك…
ثم أقول لك: وآخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبياءه والأئمة المعصومين عليهم السلام على أني إن كنت من أهل الجنة والشفاعة وأُذن لي بأن أدخل الجنة لا أدخلها إلا وأنت معي.
فتجيبني: قبلت
أبو علي: شكر الله سعيك يا أخي العزيز، الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين عليه السلام.
الحمد لله أنّ هناك أمثالك ممن يحيون عيد الغدير، إن حضرت الى مهرجان ما أو احتفالية فسوف أذهب معك.
– بالطبع يا صديقي، عصراً سوف تكون هناك احتفالية كبيرة، وكيف لا نحيي عيد الغدير وهو العيد الأكبر، إحياؤنا هو إحياء لهذا اليوم وبقاء صداه يتردد على مسامع التاريخ…
عن الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام في بيان عظمة هذا اليوم: “إِنَّ يومَ الغدير في السَّماءِ أَشهرُ منهُ في الأَرضِ… واللَّه لو عرف النَّاسُ فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهمُ الملائكةُ في كلِّ يوم عشر مرَّات” [تهذيب الأحكام : 6 / 25].
#مجموعة_إكسير_الحكمة