آراء ومقالاتأجوبة الشبهاتدينفكر وثقافة

هل يحق للمثقف تحديد الحكم الشرعي؟

بعض الأطباء يشتكون من عدم تطبيق المرضى لما يقولونه فيتفاقم المرض، وأحياناً يتعرض الطبيب للتهديد نتيجة عدم تفهّم أهل المريض لداء مريضهم الذي تسبب بموته لأنهم غير متخصصين.

وكذلك المهندس عندما يتدخل في عمله العمال، ومخالفتهم علم الهندسة والاكتفاء بمعلوماتهم، رغم أن مجرد المعلومات التي تعلمها الشخص من هنا وهناك لا تكفي بجعله فاهماً لجوانب الموضوع ما لم يكن متخصصاً.

فالتخصص هو قضاء سنوات طويلة في دراسة علم معين والعيش بأجواء ذلك العلم وأساليبه، ولا يمكن لأي شخص مهما كان عقله كبيراً ومتعلماً لشتى العلوم وقارئاً بارعاً أن يفهم حيثيات علمٍ ما لم يقم بدراسته والعيش في جوّه، فلا الطبيب الذي تعب ودرس يستطيع أن يحل محل المهندس ولا المهندس يستطيع أن يعلّم القاضي في قضية جنائية كُلّف بها، وهكذا عالم الدين لا يستطيع أن يكشف مرضاً وعلاجاً، ولا أن يصمم بناية بدل المهندس.

ونفس الشيء بالنسبة لكل الاختصاصات المذكورة وغيرها فهي لا تستطيع أن تُلم بالعلوم الدينية وفتاواه ودقائق تفاصيله.
فالقضية ليست عندي عقل أو لا، جاهل أو متعلم، بل في بديهية اسمها التخصص تجري في كل مجالات حياتنا.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى