لو أن نساءنا راجعن سيرة النساء الصالحات في طريقة احتجابهن عن الرجال وشدة خدرهن، سيّما أنّ الاختلاط في السابق لم يكن بمثل ما هو عليه الآن؛ لما استهانت أي واحدة منهن بعباءتها وتلفّعها بها، ولوجدت أن سوادها هو أفضل خيار لحمايتها، ولا يمكن الاستغناء عنه، وبالتالي هو ليس شيئاً زائداً بلا أهمية كما يتردد أحياناً من أنّ العباءة ليست واجبة والمقدار الواجب هو الملبس الذي لا يصف ولا يشف.
إذ أن كل نظام حياتنا اليومية يعتمد على السعي والتكامل، فلم يكتفِ أحد بقليل المأكل والملبس والسفر، بل نسعى للزيادة دائماً، فلماذا لا نسعى بالمزيد من التكامل في حياتنا الأخروية، سيما في موضوع الستر، فإنّ السيدة الزهراء (ع) احتجبت من أعمى، ولم تبرر لنفسها بأنه أعمى ولا يرى.
ولم تعد العباءة ضمن هذا النطاق فقط وضمن هذه الفائدة، بل أصبحت هوية تفصح عن مبادئ عتيدة تتحلى بها المرتدية لها مع ما تواجهه ثقافتنا الدينية من هجمات تسعى لتغييبها عن روح الفتية والفتيات وإحلال التعاليم والصبغة الغربية عليهم.
فأضحت العباءة لا تقول فقط بأنني الحجاب الأفضل، بل كذلك تقول أنني الهوية الصامدة لهذه المرأة.
#مجموعة_إكسير_الحكمة