(درسٌ من معركة الخندق)
كثيراً ما تمرُّ أوقاتٌ صعبة عسيرة على الدين حيث تكون القوة عند أعدائه وتضعف حينها عقيدة كثيرٍ من المسلمين، لكنَّ الله تعالى ينصر دينه وأولياءه، ومن تلك المواقف الصعبة هي معركة الخندق وتُسمى “معركة الأحزاب”؛ لاجتماع قريش وباقي المشركين للقضاء على الإسلام.
يصف لنا أمير المؤمنين -عليه السلام- ذلك الموقف وشدته بقوله:”…فإنَّ قريشاً والعرب تجمَّعت وعقدت بينها عقداً وميثاقاً لا ترجع من وجهها حتى تقتل رسول الله وتقتلنا معه معاشر بني عبد المطّلب، ثم أقْبَلتْ بحدها وحديدها حتى أناخت علينا بالمدينة، واثقة بأنفسها فيما توجّهت له…” [الخصال ص٣٦٨]
وهجم بطل المشركين عمرو بن ودّ العامريُّ على المسلمين فلم يقم أحدٌ لقتاله مع أنَّ العاقبة الجنة! والمسلمون خائفون، يقول الله تعالى: “وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا” [سورة الأحزاب ١٠]
والرسول -صلى الله عليه وآله- ينادي ولا من مجيب، سوى أمير المؤمنين -عليه السلام- ولذا وردت عدة أحاديث في فضل قتال فارس قريش، منها ما رواه العامة عن رسول الله -صلى الله عليه وآله- أنَّه قال: “لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من اعمال أمتي إلى يوم القيامة” [مستدرك الحاكم ج٣ – ص٣٢].
#مجموعة_إكسير_الحكمة