عندما يعترض الغيورون على أي ممارسة غير أخلاقية تجابه دعوتهم بالمغالطة الشهيرة : (تاركين البوك وفساد السياسيين وراكضين على هاي)، ولأصحاب هذه المغالطة أقول:
1. في كل مواطن رفض الفساد السياسي كان للحسينيين الغيورين الدور الأبرز، ولا يزايدنّ أحد على رفضهم الظلم والفساد.
2. الفساد الأخلاقي لا يختلف عن الفساد السياسي، فكلاهما مخالفة للفطرة الإنسانية، وتعاليم الشريعة المقدسة، وأحكام دين الله عز وجل.
فابحثوا عن خطة أخرى لتبرير التحلل والفساد، وإشاعة الفاحشة بين الناس، أو ارجعوا لرشدكم، وكفوا عن مبارزة الله بالمعاصي، فمهما طالت لذة الشهوات تطول معها شدة العذاب، وكما يقول أمير المؤمنين عليه السلام: ((واعْلَمُوا أَنَّه لَيْسَ لِهَذَا الْجِلْدِ الرَّقِيقِ صَبْرٌ عَلَى النَّارِ ـ فَارْحَمُوا نُفُوسَكُمْ ـ فَإِنَّكُمْ قَدْ جَرَّبْتُمُوهَا فِي مَصَائِبِ الدُّنْيَا.
أَفَرَأَيْتُمْ جَزَعَ أَحَدِكُمْ مِنَ الشَّوْكَةِ تُصِيبُه ـ والْعَثْرَةِ تُدْمِيه والرَّمْضَاءِ تُحْرِقُه ـ فَكَيْفَ إِذَا كَانَ بَيْنَ طَابَقَيْنِ مِنْ نَارٍ ـ ضَجِيعَ حَجَرٍ وقَرِينَ شَيْطَانٍ ـ أَعَلِمْتُمْ أَنَّ مَالِكاً إِذَا غَضِبَ عَلَى النَّارِ ـ حَطَمَ بَعْضُهَا بَعْضاً لِغَضَبِه ـ وإِذَا زَجَرَهَا تَوَثَّبَتْ بَيْنَ أَبْوَابِهَا جَزَعاً مِنْ زَجْرَتِه).
د. عباس عبد السادة


