آراء ومقالاتفكر وثقافة

هَوَس السماعات .. محاولة للهروب وإشارات بعدم الاحترام!!

وضع السماعات في الأذن بدون مراعاةٍ للمكان والآخرين ليس مجرد عادةٍ عابرة، فقد تكون هروباً من الضجيج الداخليّ عندما يشعر الإنسان بثقل أفكاره وهو وحده، فيلجأ لأيِّ صوتٍ يغطي ذلك الشعور بالقلق أو الوحدة أو التوتر.
أو هو محاولة لاستبدال التواصل الحقيقي بالافتراضي، فبعضهم يجد أنَّ التفاعل مع صوت في السماعة أسهل من التفاعل مع أشخاصٍ حقيقيين حوله!
صوت موسيقى أو بودكاست لا يطالب ولا يناقش ولا يحمّل أحدًا أيَّة مسؤوليةٍ ولا يحصل أي جدال!

لكن، لكلِّ ذلك تأثيرٌ على احترام الآخرين، ومع الوقت يتحول وضع السماعات في كلّ مكانٍ إلى سلوكٍ يربك الآخرين من حولنا، وقد يُفهم كعدم احترام، حتى لو لم يقصد ذلك، مثلاً حين يجلس شخصٌ بين أهله وسماعاته لا تفارقه، يبدو وكأنَّه خارج الدائرة بالكامل.
أمٌّ تريد أنْ تنادي… أبٌ يريد جملةً قصيرة… أخٌ يريد مشاركةً بسيطة.. لكن، وجود السماعة يجعل التواصل مرهقًا أو مستحيلًا.

عندما يتحدَّث أحدهم إليك في الجامعة أو مكان العمل بينما أذنك محشوةٌ بسماعة، يشعر أنَّك لا تهتم، حتى لو لم تكن قادرًا على الاستماع، المظهر الخارجي وحده يوصل رسالة واضحة: “ما تقوله ليس أهم من الصوت الذي أسمعه”.

إضافةً الى ما يجري في المحال التجارية، فيكرر المشتري ما يقوله لأنَّ صاحب المحل لا يسمع، وفي السيارات وغيرها، تصبح الاستجابة بطيئة أو غير لائقة.
الطرف الآخر يضطر لبذل جهدٍ إضافيٍّ فقط ؛ لأنّ شخصًا اختار أنْ يعزل نفسه بالصوت.

من حقنا أنْ تكون لنا مساحتنا الخاصة لكن علينا أن نعرف وقتها المناسب، وعلينا أيضاً أنْ نجعل الأخلاق والاحترام نصب أعيننا فالحياة المادية أثرت على كل تفاصيل حياتنا.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى