أم البنين هي فاطمة بنت حرام بن خالد بن ربيعة بن عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابيّة، فهي تنحدر من بيت عريق في العروبة والشجاعة، وقال عنها عقيل بن أبي طالب: ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس.
تزوَّجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)، وأنجبت أربع بنين، أكبرهم أبو الفضل العباس، ويأتي بعده أخوه جعفر بن علي، يتلوه عبد الله بن علي وأصغرهم عثمان بن علي.
اشترك هؤلاء الأشبال الثلاثة مع أخيهم أبي الفضل العباس في يوم الطف وقدَّمهم بين يَدَي أبي عبد الله الحسين، فقاتلوا قتالاً مستميتاً دفاعاً عن العقيدة والدين ونُصرة سِبط رسول الله.
[مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، ج3، ص255]
كانت اُم البنين شاعرة فصيحة، تخرج بعد مقتل الحسين (عليه السَّلام) ومقتل أولادها الأربعة كلّ يوم إلى البقيع ومعها عبيد الله ابن أبي الفضل العباس، فتندب أولادها ـ خصوصاً العباس ـ أشجى ندبة، فيجتمع الناس فيسمعون بكاءها وندبتها.
[مقاتل الطالبيين، أبي الفرج الأصبهاني، ص٩٠]
كانت أم البنين تحب الإمام الحسين (عليه السَّلام) وتتولاه إلى حدّ كبير يفوق المألوف، ومما يدلّ على ذلك موقفها البطولي لدى وصول خبر استشهاد الإمام الحسين إلى المدينة، عندما نعي إليها أولادها الأربعة ولم تبدِ تأثّرها حتى نعي إليها سيد الشهداء، الموقف الذي لا ينمحي من ذاكرة التاريخ أبداً.
تُوفيت في الثالث عشر مِن جمادى الآخرة سنة: 64 هجرية في المدينة المنورة، ودُفنت بالجانب الغربي من جنة البقيع.

