كثيرًا ما يلجأ الناس، ولا سيما الشباب، إلى الارتياح النفسيّ في تقييم بعض الشخصيات، أو الجهات، أو الأماكن.
فتجد من يقول إني أحب فلانًا لارتياحٍ في قلبي، أو أشعر بروحيةٍ في المكان الفلاني، أو هذه الجهة نفسي مرتاحةٌ لها، وبالضدّ من ذلك تقييمات أيضًا.
ودعنا نتساءل هنا:
أليست النفس أمارةً بالسوء؟
فكيف تضمن أن يكون ارتياحها ليس من الأمر بالسوء؟
وهل ورد دليلٌ شرعيٌّ على أنَّ ارتياح النفس علامة للحق؟
إنَّ ارتياح النفس لا يكفي لمعرفة الحق، ولا يؤدي – بالضرورة – إلى طريق الصواب، ولا يكون علامةً للحقيقة مادام الإنسان ليس معصومًا، والنفس أمارةٌ بالسوء إلَّا من رحم ربي.
إنَّ الطريق الصالح لمعرفة الحق، وسلامة اتّباعه هو الرجوع إلى الطرق الشرعية التي جعلها الشرع الحنيف لمعرفة الحق من الباطل والصالح من الفاسد، وأسهل تلك الطرق هو الرجوع إلى العلماء المعروفين بالعلم والحكمة والعدالة، ويُقيَّم الأشخاص وفق التزامهم المنهج الحق الواضح الذي لا لبس فيه المُقرّ من العلماء الصالحين.
وعلى هذا، فإن وافق ارتياح النفس هذا الأساس، فاستأنس بارتياحها اعتماداً على الطريق الصائب للتمييز ومعرفة الحقيقة، وإنْ خالفت النفس الطريق الصحيح، ونفرت منه، فعلى الإنسان أنْ يلجمها ويردعها ويردها للصواب، لا أن يزين له الشيطان نفورها من الحق بحجة الارتياح، فذلك من مزالق إبليس التي ينبغي الحذر منها.
#مجموعة_إكسير_الحكمة



