(بين الولادة والشهادة)
١. وُلِدَ الإمام الهادي (ع) في الثاني من رجب سنة ٢١٢ هجرية، في قرية (صريا) التي تبعد عن المدينة ثلاثة أميال.
أبوه الإمام الجواد (ع)
وأمه السيدة سُمانة المغربية (ع).
كنيته: أبو الحسن.
ومن ألقابه (ع): الهادي وهو أشهرها
وكذلك: النقي، العسكري، ابن الرضا: (وهو لقب مشترك للأئمة : الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام).
٢. إمامته :
تسلّم مهامَّ الإمامة وعمره الشريف ٨ سنوات.
والنصوص في أمر إمامته مستفيضة بل متواترة، ومنها:
عن الصقر بن أبي دُلَف قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا (عليهما السلام يقول: (إن الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري..)①
١) كمال الدين وتمام النعمة ج١ – ص٤٠٦
٣ – الإقامة الجبرية!
بعدما قتل المعصتمُ الإمامَ الجوادَ قام بفرض الإقامة الجبرية على الإمام الهادي (ع) ليعزل الشيعة عنه ويمنعهم من اللقاء به (ع).
وأمر بتعيين معلماً للإمام ويُسمّى الجنيدي وكان متقدّماً في أهل المدينة في الفهم والأدب، معروفاً بالنصب والعداوة لأهل البيت (ع) وأعطاه المال الكثير وإذا به بعد اختلاطه بالإمام عرف الحق وقال بإمامته (ع)③
٣) إثبات الوصية للمسعودي ص٢٣٠
٤ – الإمام الهادي (ع) في عصر العباسيين :
عاصر الإمام ستة من الحُكّام العباسيين وهم المعتصم والواثق والمتوكّل والمنتصر والمستعين والمعتز.
وكانت أيام المتوكل من أشد الأيام على الإمام والشيعة حيث أحضر الإمام من المدينة إلى سامراء وفرض عليه الإقامة الجبرية بغضاً له وحسداً، وضرب وقتل الكثير من العلويين.
بالإضافة لهدمه قبر الإمام الحسين (ع) أربع مرات خلال فترة حكمه④
٤) تاريخ كربلاء للدكتور الكليدار ص١٨٠
٥ – كرامة عظيمة :
طلب المتوكّل العباسي من مشعوذ من بلاد الهند أن يُخجِلَ الإمام الهادي مقابل ألف دينار، وطلب المشعوذ أن تُخبَزَ رقاقاً خفافاً وتُوضع على المائدة وأحضروا الإمام وجعلوا مسورة عن يساره وكانت عليها صورة أسد وجلس المشعوذ قرب الصورة.
ولمّا مدَّ الإمام يده إلى رقاقة فطيّرها المشعوذ ومدّ الإمام يده إلى رقاقة أخرى فطيّرها المشعوذ وفعل في الثالثة كذلك فتضاحك الجميع، فضرب الإمام بيده المباركة الشريفة على تلك الصورة التي في المسورة وقال: (خُذيه)، فابتلعت الصورةُ الرجلَ وعادت كما كانت إلى المسورة!
فتحير الجميع ونهض أبو الحسن (عليه السلام) فقال له المتوكل: سألتك إلّا جلست ورددته، فقال:(والله لا تراه بعدها، أتُسَلِطُ أعداء الله على أولياء الله؟!)، وخرج الإمام من عنده، فلم يُرَ الرجل بعد ذلك.⑤
٥)الثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص٥٥٥
٦ – هلاك المتوكل بدعاء الإمام :
قد عانى الإمام الهادي (ع) كثيراً من تضييق المتوكّل وإلحاق الأذى به من خلال السجن أكثر من مرة في خان الصعاليك وغيره ومحاولة قتله والاستهانة به في حوادث كثيرة حتى دعا عليه الإمام واستجاب الله تعالى دعاءه.
حيث هجم المنتصر العباسي على والده المتوكل بمعونة الأتراك وقطعوه هو ووزيره الفتح بن خاقان قَطَعاً حتى لم يُعْرَف أحدهما من الآخر!
بحار الأنوار ج٥٠ – ص١٨٩
٧ – استشهاد الإمام (ع) :
وصل الحكم للمعتز العباسي وكان كأبيه المتوكّل حاقداً على العلويين شديداً عليهم حتى مات كثير منهم في سجونه.
فأمر بقتل الإمامَ بالسم، وخاف أن يحضر جنازته لما حضرها من العلويين والشيعة حتى ضُغِطَ جثمان الإمام بسبب الزُحام.
استشهد الإمام (ع) سنة ٢٥٤ هـ في الثالث من شهر رجب، فكانت مدة إمامته (ع) ٣٣ سنة و٧ أشهر.
وقد شق الإمام العسكري (ع) ثوبه حزناً على أبيه، ودُفِنَ (ع) في بيته في سامراء المقدسة.
٨ – أبرز ما ورد عنه (ع) :
– نصوص في مختلف أبواب الدين، كما هي سيرة آبائه الطاهرين (عليهم السلام).
– زيارة أمير المؤمنين وهي زيارة عظيمة فيها ذكر فضائل ومناقب أمير المؤمنين (ع).
– الزيارة الجامعة وهي زيارة عظيمة الشأن ونكتفي في وصفها بقول العلامة المجلسي (قدّس) حيث قال: (إنّما بسطت الكلام في شرح تلك الزيارة قليلاً وإن لم أستوفِ حقها حذراً من الإطالة لأنها أصح الزيارات سنداً، وأعمها مورداً، وأفصحها لفظاً وأبلغها معنى، وأعلاها شأناً)②
٢)بحار الأنوار ج٩٩ – ص١٤٤
#مجموعة_إكسير_الحكمة