فكر وثقافةمجتمع

تمكين أم إستقواء وتحريض؟!

التمكين يعني حاجة طرف للدعم من طرف آخر، والإستقواء يعني وجود صراع بين طرفين!

وإذا ما رجعنا إلى مصطلح “التمكين” المُترجم عن وثيقة الأمم المتحدة بالإنجليزية وجدناه (Women Empowerment)، و(Empowerment) تعني استقواء. في حين أن المرادف لكلمة تمكين هو كلمة (Enabling).

واستقواء المرأة يعني تقوية المرأة لتتغلب على الرجل في الصراع الذي يحكم العلاقة بينهما، لذا فإنّ فهم العلاقة بين الجنسين على أنها علاقة “صراع” يؤدي بلا شك إلى هدم أسس المجتمع.

 ظهر المصطلح في الستينيات من القرن المنصرم ثم عاد للظهور بقوة في التسعينات عقب إعلان مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية في 1994م ، ثم في المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين 1995م، حيث دعا المؤتمر إلى إزالة العقبات التي تعطل تمكين المرأة في الجانب الاقتصادي؛ وذلك لتتمكن من ممارسة دورها الاقتصادي.

ولكن هل تطبيق فكرة تمكين (اسقواء) المرأة لمصلحة المرأة؟! وهل سيدعم الاقتصاد على المدى البعيد أم لا ؟

لنأخذ اليابان كنموذج لمن ترك ثقافته واستورد المنتج الفكري الغربي!

ففي بداية عصر هيسي الممتد من (١٩٨٩-٢٠١٩) الذي عمل على فكرة “التمكين” تبدّل زي البنات المدرسي إلى سترة وتنورة قصيرة، وبعد ذلك ظهر في هذا العصر استغلال القاصرات بدرجة كبيرة في تجارة الجنس، وتحول في هذا العصر الانتاج الدرامي إلى منتج يحث النساء على الاستقلالية والعمل على عكس المنتج الدرامي في العصر السابق، ومن نتائج ذلك ارتفعت نسبة العازبات في عقد التسعينات من ٤٠٪؜ إلى ٥٤٪؜ للأعمار (٢٥-٢٩) أما الفئة العمرية الواقعة بين (٣٠-٣٤) ارتفعت من ١٤٪؜ إلى ٢٧٪؜
في قبال الثقافة الأصلية لليابان التي تحث على الزواج وتنتقد النساء اللواتي يعمدن لتأجيل الزواج.

وفي عصر ( رييوا ) منذ ٢٠١٩ تراجع عدد المواليد إلى أدنى مستوياته منذ ١٠٠ عام مما أدى إلى تقلص الأيدي العاملة وعجز في الميزانية العامة، وبالتالي يعاني المجتمع الياباني الآن من الشيخوخة بسبب اعتماد الثقافة الغربية، فحتى الطفرات الاقتصادية التي حققتها عندما كان المجتمع بوضعه الشرقي الطبيعي أصبحت مهددة في المستقبل القريب!!

بينما وازن التشريع الإسلامي في توزيع الأدوار بين الجنسين وفق المؤهلات الفطرية من غير ظلم أو إجحاف، قال تعالى : (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) النساء ٣٢.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى