الدين هو المنهج الذي نزل به الوحي لتنظيم حياة الإنسان على مستوى الفرد والمجتمع ويفضي إلى سعادته في الدنيا والآخرة، ويقدم ثوابت من مبادئ وأخلاق وقوانين تحكم مسيرة الإنسان في الحياة لأجل هدايته، وليست وظيفة الدين بيان الحقائق العلمية، لأنه منهج هداية.
في حين أنّ المقصود من العلم – هنا – هو ما يعتمد منهج التجربة والاستقراء للوصول إلى الحقائق بالإضافة إلى الفرضيات و النظريات التي تحتمل الإصابة والخطأ.
و نحن بدورنا نسأل هل أنّ الحقائق العلمية أوجدت أخطاءً في الثوابت الدينية؟
على مستوى الحقائق العلمية الثابتة لم نجد أنها تعارضت مع الثوابت الدينية، فعلى سبيل المثال، فإنّ القرآن الكريم لم يُسجّل عليه منصف قد فهم مضامينه مخالفةً للحقائق العلمية المقطوع بها، بل على العكس فإنّ القرآن الكريم قد تحدث عن تلك الحقائق قبل إثباتها علمياً بقرون، فكان هناك تخادم بين العلم والدين من خلال الإشارة إلى حقائق كونية عديدة في القرآن كدوران الأرض والضغط الجوي وأخفض نقطة في الأرض وغير ذلك الكثير. وعلاوةً على ذلك ما أشار إلى الحكمة في عدد من تشريعاته التي تظهر جانباً من الأسباب التكوينية وغيرها.
وعلى العموم فإنه لا يمكن أن تتعارض الحقائق العلمية مع ما ثبت قطعاً من الدين.
ولو صار هناك تعارض، فلا يخلو الأمر، إما أن تكون القضية العلمية غير صحيحة، أو أنّ فهمنا للدين غير تام.
إذن ما قد نسمعه – من هنا وهناك – من خطابات تجعل الدين في حالة عداء ومعارضة للحقائق العلمية أو تطالب علماء الدين بصعود القمر واختراع الأجهزة ويصف الدين بالتخلف والجهل، فتلك خطابات جاهلة أو مغرضة.
ولا يخفى على القارئ الكريم أنّ هناك جهات تريد إقصاء الدين من حياة الناس وتجعله على الرف أو في محراب المسجد فقط، لا يريدونه منهجاً للإنسان في الحياة يراعي من خلاله حقوق الله ونفسه والمجتمع، يريدون للإنسان أن يتّبع شهواته ومصالحه بمعزل عن الأخلاق والقيم والتعاليم الإلهية، لذا يحاولون إشاعة شبهة عداء الدين والعلم، مع أنّ الواقع على خلاف ذلك.
#مجموعة_إكسير_الحكمة