دينعقائدنا

جانب من حياة السفير الثاني (رض)

وهو أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري بن السفير الأول، من ذرية عمار بن ياسر، أثنى عليه المخالف والمؤالف، كان وكيلاً خاصاً للإمام المهدي (ع) ومن أصحاب الإمام العسكري (ع) وممن شاهد الحجة (ع) في حياته، وكانت أخبار المهدي (عج) واصلة من جهته مدة من الزمن إلى الشيعة، وقال ابن الأثير في حقه : ” إنه رئيس الإمامية والباب إلى المنتظر” ، ولم تقبل الشيعة قوله إلا بعد أن ظهرت آيةٌ معجزة على يديه من قبل صاحب الأمر تدل على صدق مقالته، وأجمع عليه علماء الشيعة .

روي عن الإمام العسكري (ع): ” العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك فعنّي يؤديان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان ” الكافي ٣١٢/ ٦.

وروي عن العسكري (ع) في حقه : «اشهدوا على أنّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي، وأنّ ابنه محمداً وكيل ابني مهديكم» الغيبة للطوسي ٢١٦.

وقال الإمام المهدي (عج) في أول توقيع له للعمري : ” أعانك الله وقواك وعضدك ووفقك، وكان لك ولياً وحافظاً وراعياً وكافياً ” الغيبة للطوسي ٢١٩

وقام محمد بن عثمان العمري بعدة أمور في سفارته ، فقد أعلن أمر سفارته عن الإمام (عج) للأمة بعد أن أقام الدلائل والبراهين على صدقه، وقد أثبت جدارته في أمر سفارته حتى قال فيه الإمام المهدي (عج) :  ” لم يزل ثقتنا في حياة الأب رضي الله عنه وأرضاه ونضّر وجهه يجري مجراه ويسدّ مسده، وعن أمرنا يأمر الابن وبه يعمل ” الغيبة للطوسي.

وساهم في حل مشاكل الأمة وقضى حوائج أصحابه وساهم في إخفاء الإمام المهدي (عج) وقام بتنصيب الوكلاء من قبله بأمر الإمام المهدي (عج).

وكانت فترة سفارته محاطة بأحداث مهمة تلخصت بمطاردة قواعد الإمام (عج) وملاحقة أصحابه، وظهر المدّعون للسفارة كذباً عن الإمام (عج) وكانت فترة صعبة تتسم بالسرية التامة وظهرت الفوضى والأحداث السياسية في البلاد، وقد انتقلت الخلافة العباسية في فترة سفارته من سامراء إلى بغداد.

وقد خلّف تراثاً قيماً من روايات وأحاديث عن الأئمة  وروى عنهم في مجالات مختلفة وأبواب عديدة من العلوم، فقد روي عنه دعاء الافتتاح ودعاء السمات ودعاء أمير المؤمنين في الاستجارة ودعاء عيد الفطر المبارك ودعاء رجب في كل يوم ونقل عنه صلاة وزيارة ودعاء للإمام المهدي (عج).

كانت مدة سفارته ٤٠ عاماً بدأت عام ٢٦٥هـ بعد وفاة أبيه، وانتهت بوفاته عام ٣٠٥ هـ  في آخر جمادى الأولى. الغيبة للطوسي ٢٣٥.

وقبره الآن مشيد معروف بالخلاني؛ يزار للذكرى والتبرك (تقدّست نفسه الزكية).

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى