كثرة الخلاف في الحق لا تنافي وضوحه، لا بمعنى وضوحه للمخالف فيه، بل بمعنى وضوحه في حدّ نفسه، بحيث لو أراد الإنسان الفحص عنه بالطرق العقلائية والنظر في أدلته وتحكيم الوجدان فيه لوصل إليه، وإنما لم يستوضحه المخالف لتفريطه في أمره، إما لعدم اهتمامه بالبحث والفحص، أو لوجود المانع عنده من الاستجابة للأدلة – من مصالح مادية أو تعصب أو تقليد أعمى أو غير ذلك – يفقد الإنسان به رشده، ويعطل عقله، ويخرج بسببه عن الطرق العقلائية المعول عليها – عنده وعند جميع العقلاء – في عامّة الأمور، ومن أجل ذلك لا يكون معذوراً بين يدي الله تعالى، الذي فرض الحق، وأوضح حجته .
المرجع الراحل السيد محمد سعيد الحكيم (قدس).
أصول العقيدة ص٢٠
#مجموعة_إكسير_الحكمة