المرجعية الدينيةدين

ما لا تعرفه من سيرة المرجع الأعلى (دام ظله)

الحلقة الأولى

آية الله العظمى السيد علي بن السيد محمد باقر بن السيد علي السيستاني، واحد من الصروح العلمية والشخصية الضخمة على مستوى المعمورة، فقيه حكيم وأصولي بارع، رجالي مقتدر لا يبارى في فنه.

امتاز بقوة الإشكال وسرعة البديهة، محقق متثبت عن كثب، ناشط علمي دؤوب رغم تقدم العمر، ملمّ بكثير من النظريات بمختلف الحقول، حوزوية وغيرها.

له منهج متميز؛ اتّسم بالأصالة والإبداع والتجديد، عارف بمقتضيات العصر، محيط بما يعترك جو النص سياسياً واجتماعياً، متوافر بخبرة وافية بكلام العرب، أشعارهم وخطبهم ومجازاتهم ولغتهم، مقتدر على تشخيص ظهور النص تشخيصاً موضوعياً، لا تشخيصاً بعيداً عن القرائن، كان عارفاً بصلاح المدرك عن دراية، وإن خالف المشهور أحياناً، مرجّحاً لمخالف ما اشتهر حيناً، متخطياً ما لا ثمرة بحثية فيه إلا الترف الفكري لما فيه الحاجة الفعلية لنطاق البحث وتطبيقاته الفقهية في ساحة الابتلاء العملي، واقفاً على علل الاختلاف، باحثاً مستفيداً من نصوص آل محمد (ص) والشاهد القرآني، والشواهد التاريخية والحديثية، مستلهماً قاعدة أو تزيد ؛ لجعلها محوراً لدرسه الفقهي، مقارناً بين المدارس نجفية وقمية ومشهدية، وملاقحاً بین فكر الميرزا الأصفهاني، والسيد البروجوردي كطرفين؛ والسيد الخوئي، والشيخ الحلي طرفاً ثالثاً.

ولعل ما يعني نطاق بحثنا امتيازه بالبحث المقارن بين فقه الشيعة الإمامية والمذاهب الأخرى، ولذلك شواهد عدة أدركت بعضها خلال سنين تتلمذي الثلاث إلا أشهراً تحت منبره.

بل توسّع في المقارنة حتى لأمثال علم القانون؛ ليستفيد منه في بعض المواضيع الفقهية بيعاً وخيارات كما نلمح ذلك لدى مراجعته القانون العراقي والمصري والفرنسي.

مجدداً في الأطروحة، مُطلقاً الاحترام بدلاً من الإلزام في القاعدة المشهورة، انطلاقاً من حرية الرأي على سياق: لكل قوم نكاح.
منصفاً ومحترماً الرأي وإن لم يصدر من الأساطين، له أدب في الحوار، رغم سخونة حوارات مدرسة النجف الأشرف العلمية التي تصقل المواهب، خُلُقه محمدي تربوي وله ورع ظاهر مصداقاً لقوله (ع) : (كونوا لنا دعاة صامتين)، ويمكن الإشارة إلى الملامح من السيرة الذاتية والعلمية وفق نقاط وكالآتي:

١- مولده، ولد سماحته في التاسع من شهر ربيع الأول عام ١٣٤٩هـ في المشهد الرضوي الشريف من أسرة علوية حسينية، وسماه والده علياً.

٢- أسرته، كانت أسرته تسكن ،أصفهان، انتقلت إلى سيستان حين أُسند منصب شيخ الإسلام إلى جده الأعلى المرحوم السيد محمد في زمن السلطان حسين الصفوي.

٣- إلى النجف : أول من انتقل إلى مشهد الرضا هو المرحوم السيد علي الذي استقر برهة في مدرسة الملا محمد باقر السبزواري، ومن ثم هاجر إلى النجف الأشرف؛ لإكمال دراسته.

٤- تعلّم القرآن: في الخامسة من عمره بدأ سيدنا المرجع بتعلم القرآن الكريم، ثم دخل مدرسة التعليم الديني لتعلّم القراءة والكتابة ونحوها، فتخرج منها، وقد أجاد فنّ الخط من أستاذه الميرزا علي آقا.

ه – نشأته: نشأ سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني في أسرة علمية دينية.

٦-دراسته: بدأ مشواره الدراسي – بحدود إطلاعي – وفق الآتي:

أ – في أوائل عام ١٣٦٠ هـ بدأ بتوجيه من والده بدراسة العلوم الابتدائية والمقدمات.

ب – درس ألفية السيوطي، ومغني ابن هشام، ومطول التفتازاني ومقامات الحريري وشرح النظام ؛ عند المرحوم الأديب النيشابوري وغيره من أساتذة الفن.

جـ -السطوح، كشرح اللمعة والقوانين عند السيد المرحوم أحمد اليزدي.

د – وقرأ جملة من السطوح العالية كالمكاسب، والرسائل والكفاية عند العالم الجليل الشيخ هاشم القزويني.

انتظرونا في الحلقة الثانية.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى