دينعقائدنافكر وثقافة

مُعزُّ المؤمنين

الولادة

وُلِدَ الإمام الحسن (ع) في أفضل الشهور عند الله، حيث كانت الولادة المباركة في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثالثة للهجرة.

وهو أول حفيد لرسول الله (ص).

التسمية

روي عن السيد فاطمة الزهراء (ع) قالت: فلمّا ولدتُ الحسن (ع) جاء النبي (ص) فقال: يا أسماء هاتي ابني، قالت: فدفعته إليه …. ثم أذّنَ في أُذُنِه اليمنى، وأقام في أُذُنِه اليسرى، وقال لعلي (ع): بم سمّيتَ ابنَكَ هذا؟ قال: ما كنتُ لأسبِقَك باسمه يا رسول الله. قال (ص) : وأنا ما كنتُ لأسبِقَ ربي (عز وجل)، قال: فهبط جبرئيل فقال: إنّ الله (عز وجل) يقرأ عليك السلام ويقول لك: يا محمد، عليٌ منك بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدك، فسمِّ ابنك باسم ابن هارون. قال النبي (ص): يا جبرئيل، وما اسمُ ابنِ هارون؟ قال جبرئيل: شُبَّر قال: وما شُبّر؟ قال: الحَسَن، قالت أسماء: فسماه الحَسَن

أمالي الشيخ الطوسي ص٣٦٧ – ح٧٨١

الإمامة الإلهية

روي في عدة مصادر عن رسول الله (ص) أنه قال: (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا).

وورد في وصية أمير المؤمنين (ع) حين أوصى إلى ابنه الحسن (ع) وأَشهَدَ على وصيته الحسينَ (ع) ومحمداً وجميعَ ولدِه ورؤساءَ شيعتِه وأهلَ بيته فقال: (يا بني أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وآله أن أُوصي إليك وأن أدفع إليك كُتبي وسلاحي كما أوصى إليَّ رسول الله صلى الله عليه وآله ودفع إليَّ كتبه وسلاحه، …. وقال : يا بُني أنت وليُّ الأمر وولي الدم، فإن عفوتَ فلك وإن قتلتَ فضربة مكان ضربة ولا تأثم) أي في قتل اللعين عبد الرحمن ابن ملجم.

الكافي الشريف ج١ – ص٢٩٨

الصلح وأسبابه

١.تفرّق الجيش عن الإمام الحسن (ع) في حربه على معاوية لأسباب عديدة :
للخوف أو للطمع في أموال معاوية.
أو لسرعة انخداعهم بالأكاذيب.
أو قلة وعيهم وعددهم.

يقابل ذلك.. الطاعة العمياء لمعاوية من قبل الشاميين، حتى ذكر المؤرخون : إنّ معاوية قال لأحد أهل الكوفة في قصة معروفة: (أبلغ علياً أنّي أُقاتله بمائة ألفٍ ما فيهم مَن يُفرّق بين الناقة والجمل، ولقد بلغ مِن أمرهم في طاعتهم له أنَّه صلى بهم عند مسيرهم إلى صِفّين الجمعة في يوم الأربعاء!!).١

بينما خطب الإمام الحسن (ع) في الناس لإتمام الحجة عليهم، فخيّرهم بين الحياة والموت (فنادى القوم بأجمعهم : بل البقية والحياة).٢

١ مروج الذهب ج٣ – ص٣٣
٢ بحار الأنوار ج٤٤ – ص٢١

الحكمة العظيمة

وقد أجاب الإمام الحسن (ع) حينما سألوه عن علة الصلح، بأنَّه إمام سواء قام أو قعد، وذَكَر مصالحة رسول الله (ص) في الحديبية وغيرها، وأنَّ أولئك كُفّار بالتنزيل، ومعاوية وأصحابه كُفّار بالتأويل، وأشار الإمام (ع) إلى خفاء الحكمة من فعل الخضر (ع) في خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار، وقال (ع): (هكذا أنا، سخطتم عليَّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه، ولولا ما أتيتُ لما تُرِكَ من شيعتنا على وجه الأرض أحدٌ إلّا قُتِل)١

وقد روي عن الإمام الباقر (ع) قال: (والله لَلَذي صنعه الحسن ابن علي (عليهما السلام) كان خيراً لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس …)٢

١ علل الشرائع للشيخ الصدوق ج١ – ص٢١١
٢ الكافي الشريف ج٨ – ص٣٣٠

بنود الصلح

استمرت خلافة الإمام الحسن (ع) ستة أشهر – على أصح الأقوال – ثم حصل الصلح، وقد ذكرت المصادر الاتفاق على عدة بنود، منها:
١. تسليم الأمر إلى معاوية، على أن يعمل بكتاب الله وسنة نبيه (ص).
٢. ليس لمعاوية أن يعهد بالأمر إلى أحد من بعده، والأمر بعده للحسن (ع)، فإن حدث به حدث فالأمر للحسين (ع).
٣. إعطاء الأمن لعموم الناس وأن لا يلاحق شيعة الإمام علي (ع).
٤. لا يسمّيه أمير المؤمنين ولا يذكره إلّا بخير.
٥. أن يترك سبّ أمير المؤمنين الإمام علي (ع).
وبنود أخرى في الاتفاق يعود نفعها لعموم الناس.

الغدر والخيانة

ولم يفِ معاويةُ بعهوده ومواثيقه، فقد قال في خطبته بالنُّخيلة : (ألا إنَّ كل شيء أعطيتُه الحسنَ بنَ عليّ تحت قَدَمَيَّ هاتين لا أفي به). ١

فخطب الإمام الحسن (ع) خطبة بليغة، قال فيها: (أيها الناس، إنَّ معاوية زعم أنّي رأيته للخلافة أهلاً ولم أرَ نفسي لها أهلاً، وكذب معاوية، أنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله، ….)، وذكر الإمام (ع) نسبه الطاهر وفضائله وذكر نسب معاوية ثم قال: (فلعن الله أخملنا ذكراً وألأمنا حسباً، وشرّنا قدماً، وأقدمنا كفراً ونفاقاً، فقالت طوائف من أهل المسجد: آمين آمين). ٢

١ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج١٦ – ص٤٤
٢ بحار الأنوار ج٤٤ – ص٤٩-٦٣

الشهادة

وأمر معاوية بسمّ الإمام الحسن (ع) عن طريق زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي، المنافق المعروف، ووعدها بزواج ابنه يزيد، وأعطاها مِائة ألف درهم.

وقد عانى الإمام (ع) كثيراً من السم حتى قال: (لقد سُقيتُ السم مراراً، ما سُقيته مثل هذه المرة، لقد لفظتُ قطعة من كبدي فجعلتُ أقَلّبها بعود معي)! ١

وقبل سمّه قال يوماً لأخيه الحسين (ع): (إنَّ الذي يُؤتى إليَّ سمٌ يُدَسُّ إليَّ فأُقتَلُ به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل …) ٢

١ الإرشاد للشيخ المفيد ج٢ – ص١٦)
بحار الأنوار ج٤٥ – ص٢١٨

فتنة الدفن

ولمّا علم الناس بشهادة الإمام زحفوا من القرى المحيطة للمشاركة بدفنه (ع)، وعندما وصل النعش الطاهر، (ركبت بنو أمية في السلاح، وجعل مروان يقول: “يا رب هيجا هي خير من دعة” يدفن عثمان في البقيع، ويدفن الحسن في بيت النبي؟!). ١
ولحقتهم عائشة على بغل وهي تقول: (مالي ولكم؟ تريدون أن تُدخِلوا بيتي من لا أحب!). ٢

ورموا جنازة الإمام بسبعين سهماً وكادت أن تقوم الحرب، فلمّا رأى الإمام الحسين (ع) ذلك أمرهم بالعدول إلى البقيع لوصية الإمام الحسن (ع) بعدم إهراق محجمة دم في أمره، وقال للأمويين: (لولا عهد الحسن إليَّ لعلمتم كيف تأخذ سيوفُ الله منكم مأخذها). ٣

١ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج١٦ – ص٥٠
٢ الإرشاد للشيخ المفيد ج٢ – ص١٨
٣ بحار الأنوار ج٤٤ – ص١٥٧

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى