في أحيان كثيرة، تعكس علينا صعوبات الحياة أطباعاً خشنة في سلوكنا وألفاظنا، إضافة الى آثار عمليات مسخ القيَم التي تواجه مجتمعنا من محاور عدّة، حتى نسينا الحالة الطبيعية التي لا بدّ أن يكون عليها الإنسان من انضباط وأخلاق.
فهل الكلمة الطيبة هي الغالبة على أحاديثنا؟
هل الحلم هو السائد على الغضب؟
هل الصفح هو الغالب على الحقد؟
وقد أكرمنا الله تعالى بقدوات نعرض عليهم أفعالنا لنتبين إلى أي اتجاه نحن نتجه، ولنزيح عنا أدران الأخلاق الدخيلة.
وولادة الإمام الحسن (صلوات الله عليه) أفضل محطة للتزود منها، فقد روي: «إنّ شاميًّا رآه راكبًا، فجعل يلعنه والحسن لا يردّ، فلما فرغ أقبل الحسن (ع) عليه وضحك وقال: أيها الشيخ أظنك غريبًا، ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، إن كنت جائعًا أشبعناك، وإن كنت عريانًا كسوناك، وإن كنت محتاجًا أغنيناك، وإن كنت طريدًا آويناك. إن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأن لنا موضعًا رحبًا وجاهًا عريضًا ومالًا كبيرًا، فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال: أشهد أنك خليفة اللّه في أرضه، اللّه أعلم حيث يجعل رسالاته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق اللّه إلي، والآن أنت أحب خلق اللّه إليّ، وحوّل رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقدًا لمحبتهم».
[بحار الأنوار، المجلسي، ج٤٣، ص٣٤٤]
فلاحظوا الحلم، ولاحظوا حُسن الأسلوب في الكلام والمعاملة، ولاحظوا نتيجة كل ذلك.
فأين نحن من هذه الأخلاق العظيمة؟
#مجموعة_إكسير_الحكمة