ليلة القدر أفضل الليالي في جميع السنة ولها شأن عظيم (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) ولا يخفى شأنها، ولكن كيف يمكن أن نفهم أنّها خيرٌ من ألف شهر ؟
يُجيبنا عن ذلك المعصوم (ع) فمن حديثٍ لحمران بن أعين يسأل فيه الإمام الباقر (ع): (… قلت: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ” أَيُّ شيءٍ عُنِيَ بذلك؟ فقال[الإمام]: العمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة وأنواع الخير خيرٌ من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، ولولا ما يُضاعِف اللّٰه تبارك وتعالى للمؤمنين ما بَلَغُوا، ولكن الله يُضاعِف لهم الحسنات بحبّنا) [الكافي الشريف ج٤ – ص١٥٨]
في هذه الليلة المباركة- ليلة القرآن- تنزل الملائكة إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، ومن الضروري – من باب تقديم الأهمِّ على المهم – أن يُقدِّم المؤمن دعاءه لحاجاته المعنوية – أي غفران ذنوبه ورضا الله تعالى وأوليائه – على الدعاء للحاجات المادية من الرزق والعافية وغيرها وإن كانت ضرورية، ولكنّها ليست أهم من رضا الله تعالى الذي به تأتي كل تلك الحاجات المادية.
ولا ننسى إمام زماننا (عجَّل اللّٰه فرجه) من الدعاء بالحفظ وتعجيل الفرج، فله الفضل على الخلق جميعاً، فببقائه بقيت الدنيا وبوجوده ثبتت الأرض والسما، من أجل ذلك كان الدعاء له من باب الشكر.
وقد روي عن محمد بن عيسى بإسناده عن الصالحين (عليهم السلام) قال: (تُكَرِّرُ في ليلة ثلاثٍ وعشرين مِنْ شهر رمضان هذا الدعاء ساجداً وقائماً وقاعداً وعلى كلِّ حالٍ وفي الشهر كله وكيف أمكنك ومتى حضرك من دهرك تقول بعد تحميد الله تبارك وتعالى والصلاة على النبي <صلى الله عليه وآله>: ” اللهم كُن لوليك ….”) [الكافي الشريف ج٤ – ص١٦٢].
#مجموعة_إكسير_الحكمة