لقد اختار أمير المؤمنين (ع) النجف مدفناً، ولم يكن اختياره عشوائياً، بل لم يكن اختياراً شخصياً، وإنما هو اختيار الجليل تبارك وتعالى وإخبار النبي (ص)، ذلك لأن النجف بقعة طاهرة مطهرة، يدفن فيها إمام المتقين ومولى الموحدين فيزيدها شرفاً وفخراً.
لما صار الطوفان أمر الله تعالى نوحاً (ع) أن يستخرج التابوت الذي فيه جثمان آدم (ع)، فاستخرجه ووضعه في السفينة، ولما انتهى الطوفان (وقيل يا أرض ابلعي ماءك)، فبلعت ماءها من مسجد الكوفة، وأخذ نوح التابوت الذي فيه جسد آدم (ع) ودفنه في الغري.
كذلك نوح (ع) دفن بجنب آدم، وقبل ذلك حفر قبراً لسيّده أمير المؤمنين (ع) وجهّزه وهيأه.
وقد كان أمير المؤمنين (ع) يثني على هذه البقعة المطهرة ويدعو الله تعالى أن يجعل قبره فيها، فروي عنه (ع) أنه نظر إلى ظهر الكوفة فقال: «ما أحسن ظهرك، وأطيب قعرك، اللهم اجعل قبري فيها».
كما أخبره النبي (ص) من قَبل بأن الله تعالى عرض مودتهم أهل البيت على تلك الأرض المقدسة فأجابت وقبلت ودانت بحبهم (ع) ومودتهم، فجعل الله قبره (ع) فيها، كجزاء على قبولها مودتهم (ع).
– السيد أسعد القاضي
#مجموعة_إكسير_الحكمة
