مرَّت قبل أيام ذكرى شهادة السيد الورع الفقيه آية الله العظمى محمد باقر الصدر – قُدِّس سره – ولستُ أريد الكلام عن علميَّته ومؤلَّفاته، فلستُ أهلاً للتقييم ولا للكلام وقد قال فيها أهلُ العلم كلمتهم، ومناقشات بعض اساتذة البحث الخارج بعض آرائه شهادةٌ عمليَّة على قيمتها.
ولستُ بصدد الخوض في دمه الزاكي الذي أراقه في ليل الظلام البعثيّ فاستحال فجراً يُنير سماء البطولة إلى يومنا هذا.
ولكنّي سأتكلَّم عن جانبٍ شخصيٍّ ربطني بمؤلَّفاته،
وجانبٍ أخلاقيٍّ يفتقده الكثيرون.
قرأتُ له – قُدِّس سره – في أيام الشباب الباكر كتيّباتٍ لا يزال أثرها التربويُّ في نفسي، الرسول، المرسل، الرسالة،
و: نظرة عامَّة في العبادات،
و: بحثٌ حول المهدي،
و بعدها قرأت له كتابي فلسفتنا واقتصادنا
والحق أنّي استفدت من كُتيّباته أكثر مما استفدتُ من كتبه؛ لأن تلك “الاول والثاني منهما” تخاطب القلب قبل العقل، فيكون أثرها التربويُّ راسخاً في الروح، ولا يخفى عليك أنَّ هذا انطباعٌ شخصيٌّ لقراءةٍ كانت في وقتها ولها ظروفها وملابساتها الخاصَّة.
وأريد الآن أن أثير نقطةً مهمةً فيما يرتبط بجانبه الأخلاقيّ، فلقد كان يحترم المرجعيَّة العليا، وإن صحَّ النقل أنه كان يغلق برانيَّه ويجلس في براني السيد الخوئي – قُدِّس سره – في قضية رؤية الهلال فهذا قمَّة الاحترام.
وكان – وقد تسنَّم سدَّة المرجعيَّة – يُقبّل يد استاذه السيد الخوئيّ – قُدِّس سره – تذكاراً للنعمة العلميَّة واعترافاً بالجميل المعرفيّ.
فالعجب العجاب ممن يدَّعي موالاته والسير على نهجه وهو يطعن في منزلة آية الله العظمى السيد الخوئي – قُدِّس سره – فيرميه بالتخاذل مرة، ومداهنة النظام أخرى، وبأنه شريك في مق/تل السيد باقر الصدر – قُدِّس سره – طورا
فيعقُّ السيد الصدر مرة، والسيد الخوئي أخرى وبئس الخلُقُ العقوق.
#مجموعة_إكسير_الحكمة