في المدينة المنورة ونحن باتجاه مرقد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيارة بقيع الغرقد، وقعت عيني على هذه اللافتة، فصرتُ أستغفر الله وأنا أعجب الى أي حالٍ أوصلت هذه الأمة نفسها.
عندما يكون ذهنك مشغولاً بكيفية رؤية البقيع وحاله، ولا تدري كيف ستَصبر وكيف يحملك جزعك، وتعد المبررات لقلبك وتحاول تهدئته، تأتي هذه اللافتة وما تحمله من اسم لتضع همّاً فوق همّك.
قبور زاكية تضمنت أجساداً من دم ولحم رسول الله تُهدم قبابها وتُمنع زيارتها والاقتراب منها والبكاء عليها، وتبقى على حالها، تراب وشواهد حجريّة! لكن سقيفة بني ساعدة يتم تطويرها والاهتمام بها، تلك السقيفة التي اجتمعوا بها ليأسسوا أساس الظلم والجور ولم يجف تراب رسول الله بعد!
هذه الظلامة لا تتجدد بذكرى هدم القبور فقط، بل هي مستمرة في كل يوم تشرق فيه الشمس على ترابهم، وكل يوم يُمنع فيه أحد من زيارتهم.
وكما قال بدر الدريع:
ما صـــــدَّعَ الدّارَ إلا مَن سواعِدُهُ
قد سَمَّرَت في بقيعِ الغَرْقَدِ الوَتَدا
_ زهراء حسام