آراء ومقالاتفكر وثقافة

ستون سجينًا:

بعد سنة ١٩٩١م كانت الظروف صعبة للغاية، فالناس بين قتيلٍ، وشريدٍ، وسجينٍ، ومفقودٍ، والتراث ما بين مسروقٍ، وتالفٍ، ومرمي بالآبار، ومدفونٍ تحت الأرض؛ خوفًا من النظام الحاكم.

جاء المرحوم الشيخ شريف كاشف الغطاء إلى المرجع الأعلى السيد أبي القاسم الخوئي – قده – وأخبره أن هناك ستين سجينًا سجنهم أحد الأشخاص، ويريد عليهم مبلغًا ليطلقهم، وهم يستغيثون لطلبة العلم.

فقال السيد الخوئي: وكم مبلغ إطلاقهم؟ فقال: كذا، وذكر قيمة المبلغ.
فأعطاه السيد المرجع، وأخذ المال فرحًا واشترى فيه من الحاج مسلم الدجيلي ستين نسخة خطية، كان يريد بيعها لحاجته المادية،

وأتى بها للسيد المرجع لتوضع في مكتبته، فاستأنس السيد الخوئي من حنكته.
فبهذه الحنكة والتورية اشترى هذه المخطوطات، وأودعها في مكتبة مدرسة المرجع الأعلى.

وكان له دور في شراء العديد من المكتبات الخطية لرفد مكتبة مدرسة دار العلم بالتعاون مع الشهيد الحجة السيد محمد تقي الخوئي – ره – منها مكتبة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء، ومكتبة السيد عبد الرزاق المقرم، ومكتبة الشيخ محمد رضا المظفر، ومكتبة السيد حسين الهمداني، ومكتبات أخر ذكرت بعض نسخها في كتابي فهرس مخطوطات مدرسة دار العلم للسيد الخوئي في النجف الأشرف.

فرحم الله تعالى ذلك الرجل الحامي للتراث.

أحمد علي الحلي

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى