عندما يكون فرعك مكلّفاً
تُعتبر مرحلة التكليف من أشدِّ المراحل حساسيةً وخطورةً في عمر الإنسان، فكيف ينبغي للوالدين التعامل مع الطفل في هذه السنّ؟
ينبغي أولاً تعليمه التوحيد – وبقية العقائد الحقة – بحسب مدركاته الفطرية، فالطفل يُولد موحِداً فعلاً، وهذه الفطرة تساعد الآباء في تلقين الطفل المكلَّف تلك العقائد بحيث يكون التلقين منسجماً مع نفسيَّته قبل أنْ يكبر ويقسوَ قلبه؛ فعن الإمام علي (ع) في وصيّته للإمام الحسن (عليه السلام) قال: “وإِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالأَرْضِ الْخَالِيَةِ – مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ قَبِلَتْه – فَبَادَرْتُكَ بِالأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ – ويَشْتَغِلَ لُبُّكَ”[نهج البلاغة ص393].
وعن الإمام الصادق (ع) “بَادِرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالْحَدِيثِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَكُمْ إِلَيْهِمُ الْمُرْجِئَةُ” كناية عن غلبة الفرق الضالَّة على الطفل إذا لم يبدأ أبواه في تعليمه.[الكافي ج6 ص47].
ثم -ثانياً – التأكيد على نقش أسماء المعصومين الأربعة عشر (ع) في ذهنه ولو بتعليمه هذه الأسماء على نحو التكرار، إن لم يكن حافظاً لها مسبقاً، وتعليمه شيئاً من سيرتهم العطرة.
وثالثاً : التأكيد على التزامه بعباداته المهمة خصوصاً الوضوء والصلاة والصوم، ولو لم يكن قد تعلّم الصلاة من قبل فيكفي تعليمه الصلاة أولاً بصورةٍ مجملة، شريطة أن تكون هذه الصورة وافيةً بالصلاة المطلوبة شرعاً، ثم تعليمه تفاصيلها وأحكامها الابتدائيَّة شيئاً فشيئاً.
ورابعاً : تعويده على قراءة القرآن الكريم بحسب ما يستطيعه، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وهُوَ شَابٌّ مُؤْمِنٌ اخْتَلَطَ الْقُرْآنُ بِلَحْمِه ودَمِه وجَعَلَه اللَّه عَزَّ وجَلَّ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ”[الكافي ج2 ص603].
وخامساً : تعليمه ما اشتملت عليه الشريعة من واجبات ومحرمات وأنها ملزمة للمسلم لأنها أحكام الخالق العظيم تجاه عبده لأجل مصلحة العبد نفسه في دنياه وآخرته.
ومن المهم جداً هو صناعة الجو الإيماني في البيت، فلا ينفع الشاب الناشئ التعليم من دون أن تكون هناك بيئة بيتية إيمانية يصنعها الأب والأم للأولاد، كالالتزام بالصلاة في أوقاتها وقراءة ما تيسر من القرآن، والتنبيه دائماً على الامتناع عن الغيبة وسماع الأغاني والألعاب المحرمة وغير ذلك.
#مجموعة_إكسير_الحكمة