أين حياتنا من حياة النورين ؟!
في هذه المناسبة يتداخل فرح عرس ملكوتي إلى قلوبنا، ومعه تأمل بهذه الأسرة التي خلدها التاريخ بما أنتجت من عظماء، تجعلنا نلقي نظرة على أُسرنا ومدى استفادتها من أسرة النورين.
الأرقام التي تعلنها المحاكم لحالات الطلاق .. نوع المشكلات التي تحدث داخل البيوت .. التدخل بين الزوجين بغير ما يرضي الله .. أولويات الزوجين البعيدة عن الأسرة .. النظرة القاصرة للحياة الزوجية .. تربية الأبناء وما نغرسه فيهم من أهداف… والكثير الكثير !!
كلها تنذر بأننا لم نستفد بعد من حياة علي وفاطمة صلوات الله عليهما، ونظن أنّ الاقتداء بحياتهما مستحيل وبعيد، رغم أنّ الله تعالى يذكر في محكم كتابه: (لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا).
والتأسي لا يعني أننا سنكون مثل علي وفاطمة تماماً بل أن نحاول بكل جهدنا السير على نهجهما والأخذ من مبادئهما.
وهذا الأمر يبدأ أولاً بالتربية، تربية الابن على أنّ المرأة لا يكرمها إلا كريم ولا يهينها إلا لئيم كَما تذكر الرواية، وأن يخاف الله في معاملاته بدل أن يتعلم إهانة المرأة ويتعامل معها وفق أعراف معينة بعيدة عن شرع الله، وتربية البنت على حسن اختيار الشريك وكونه خير معين على هذه الحياة وأنه أولوية، بدل تعليمها على التمرد والاستهانة بالزوج.
في ظل التشوه الفطري الذي يغزو العالم (فإنّ صناعة أسرة سويّة مقتدية بالنورين هو أكبر إنجاز يقدمه الرجل والمرأة).
#مجموعة_إكسير_الحكمة