فكر وثقافةمجتمع

تصوير جلسات الصلح العشائرية

تصوير جلسات الصلح العشائرية
حلٌ أو تعقيد ؟!

لا ريب أنّ إصلاح ذات البين من الأمور التي ندب إليها الشارع المقدَّس، وحثَّ عليها؛ لما في ذلك من أجرٍ كبيرٍ لمن يقوم بعملية الصلح بين الطرفين، فعن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيَّته :
“إِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا (ص) يَقُولُ : صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ والصِّيَامِ”. [نهج البلاغة].
ولِما في الإصلاح بين المتخاصمَين من منافع عظيمة، منها (سلامة النسيج الاجتماعي من آفات الفرقة والخصام والتنابذ) صار محلاً لاهتمام العقلاء وفي مقدمتهم المشرع الإسلامي.

ومجالس الصلح التي تكون في المضائف إذا أقيمت على هذه الشروط وهي إرادة الصلح قربةً لله تعالى وللصالح العامّ من دون جورٍ على أحد الطرفين، فإنها تكون مشمولةً لرضا الله سبحانه وتعالى.

ولكن مما يُؤسف له في هذه المجالس هو تصوير ما يحدث فيها من مشاجراتٍ ومشاحنات  قد تأتي بالسمعة غير الطيبة لعشائرنا الكريمة ومجتمعنا، (وكيف يقبل العاقل أن يُصوّر وهو في حالة التشاجر والعصبية والتدافع ؟!).

إنّ تصوير هذه المجالس قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات وليس حلّها، لماذا ؟!
لأنّ الإنسان غالباً يحب الظهور، وعين الكاميرا تساعد في إشعال فتيل هذا الحبّ مما يؤدّي إلى محاولة إبراز العضلات، والتكلّم بكبرياء وزهو مما يفوّت الغرض من عقد هذه المجالس ويؤدي ذلك إلى أن تكون ظاهرةً غير حميدة في المجتمع.

وعليه، فإما منع التصوير مطلقاً، أو تصوير الحالات الإيجابيَّة فقط من العفو عند المقدرة، والصلح ابتغاء وجه الله تعالى، لتكون ظاهرةً حسنة تقرُّ بها عين المجتمع وتساهم في أمنه وأمانه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى