إن أحادیثنا أوثق – نوعاً – في كيفية النقل من أحاديث العامة، وأقرب إلى الصحة والاعتبار، وذلك مما أوضحناه في مبحث تاریخ تدوین الحديث من مباحث حجية خبر الواحد، من أنّ “تدوين الأحاديث عند العامة قد تأخر عن عصر صاحب الرسالة (صلى الله عليه وآله) بما يزيد على مائة عام، مما استتبع ذلك اتّکاء رواتهم على الحفظ في نقل الروايات، ومعلوم أنّ ذلك يفضي في حالات كثيرة إلى إهمال خصوصيات الكلام، لأن ذاكرة الرواة غير المعصومين لا تستوعب عادة جميع خصوصيات الرواية وملابساتها.
وهذه العلة لا توجد في رواياتنا بالشكل الذي يوجد في روايات العامة، لأن رواياتنا متلقاة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وخصوصاً الصادقَين (عليهما السلام)، وقد تم تأليف الكثير من الأصول والكتب والمصنفات في عصرهما.
– مقتبس من كتاب لا ضرر ولا ضرار، للسيد السيستاني (دام ظله) : ص ٤٢.
#مجموعة_إكسير_الحكمة