تنقيط كلمة مهمة لممثل المرجعية العليا السيد أحمد الصافي في مراسم تبديل الرايات :
١ . إنّ راية الإمام الحسين (ع) أسمى من أن ينال منها الطغاة.
٢ . قضية الإمام الحسين (ع) تمثل نقطة مركزية في سيرة واهتمام الأئمة الأطهار (ع) حيث أولوها اهتماماً خاصاً كلما سنح لهم المجال.. وبيان أهمية ماحصل وحجم الظلامات التي جرت على سيد الشهداء (ع) وأهل بيته.
٣ . إنّ شيعة أهل البيت (ع) دأبوا على تجديد الحزن والبكاء على مصاب الإمام الحسين (ع) من خلال المجالس وقراءة المصيبة ومجالس اللطم بالطريقة التي تحفظ مظاهر الحزن والمصيبة. وقد تفاعل المعزون مع سيد الشهداء (ع) على طول الزمان، حتى أنهم أعتقدوا (والاعتقاد صحيح) أنه من أراد الدنيا فليأت للحسين (ع) ومن أراد الآخرة فليأت للحسين (ع) ومن أراد (التوفيق.. الشجاعة.. البطولة.. الكرامة والسخاء) فليأت للحسين (ع).
حتى وصل الأمر إلى هذا الخروج العفوي الجماهيري المهيب.
٤ . سأركّز على المسيرة الكبرى في يوم عاشوراء وهي ركضة طويريج (لغاية ستأتي إن شاء الله)
هذا الحضور المهيب (بما اصطلح عليه ركضة طويريج) التي جاءت معبرة عن الاندفاع لنصرة الإمام الحسين (ع) عندما بقي وحيداً مستصرخاً (ألا هل من ناصر ينصرنا)، وقد توفق العاملون على هذه الشعيرة توفيقاً رائعاً، حتى أضحت هذه الركضة معلماً مميزاً من معالم عاشوراء، ولا زالت هذه الشعيرة تمثل العلامة الحية والرمزية القوية للوقوف إلى جانب الإمام الحسين (ع)، وفي نفس الوقت الرفض للظلم والجور والطغيان.
٥ . وهنا أود أن أنبه إلى قضية من باب التذكرة (الخطاب لجميع الأخوة لكني أخص منهم الشباب فليلتفتوا لما سأبين) :
إنّ النظام السابق قد استحوذ على مقدرات البلد الإمكانيات الهائلة (الاقتصادية والمالية) لكن كان شغله الشاغل هو محاربة الإمام الحسين (ع) كبقية الطواغيت في هذه الكرة الأرضية، ومحاربة الشعائر الدينية وأخص بالذكر هذه الركضة التي نوهت إليها.
لذا سأنقل بعض النصوص (بما يسمى بالتقارير الأمنية) التي كانت تحارب هذه الشعيرة :
هذا تقرير صدر في 26/10/1987 من موقع مدير الأمن إلى وزير داخليته في تلك الحقبة،
الموضوع يتعلق بركضة طويريج، التقرير أكثر من 25 صفحة وهو تقرير أولي يعني ليس كل مايتعلق بالتقارير هو الذي أُبرزه.
ماهو موضوعه؟ موضوعه ركضة طويريج.
ويعبر عنها بـ(ظاهرة).
ظاهرة ركضة طويريج.. ثم يحاول أن يضع العراقيل والمحاربة لهذه الركضة!!
قطعا لا أستطيع أن استعرض جميع ماورد فيه، ولا أحب أن أزعج أسماعكم الشريفة، لكن مما لا بد أن يُبين سأبينه.
يقول : ظهرت هذه البدعة (يسمي العزاء الحسيني بالبدعة). ويعطي تاريخاً لما تأسست فيه هذه الركضة ثم يبدأ التقرير بملاحظة مايلي :
لماذا هذه الركضة قوية وتزداد؟
يذكر مجموعة أسباب من جملتها (عدم وجود نشاط مباشر أو غير مباشر من قبل المنظمات الحزبية والأجهزة الإعلامية لمكافحة هذه الظاهرة قبل وقوعها) ثم بعد ذلك أغلب المشاركين من أبناء العشائر المحيطة بالمنطقة ومن السذج المتمسكين بهذه الظاهرة.
إخواني.. لا يمارس شعائر سيد الشهداء إلا من كان على مستوى كبير من الوعي والإدراك.
قرأنا قبل قليل النصوص الصادرة من الأئمة المعصومين (ع) (أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيى أمرنا)، وليس كما يقول هؤلاء، أنتم بحمد الله تعالى من الطبقة الراقية الاجتماعية الواعية، من حفظتم هذه الشعائر بكل قوة، لكن أريد أن أنبه إلى ما كان يفعل هؤلاء وإلى مدى قوة سيد الشهداء (ع).
ثم يقول (في التقرير) :
بعض السنوات قد قل العدد، لماذا ؟
يُكمل : البعض ابتعد عن هذه الممارسة لعلمه أنّ الدولة لا ترغب باستمرارها، وتحاشياً للمشاكل التي تسببها المشاركة، (يصرّح أنّ الدولة لا ترغب بذلك) والبعض الآخر ابتعد استحياءاً من المسؤولين والأجهزة الحزبية (الرفاق الحزبيين).
ثم قال (ماهي سبل إنهاء هذه الظاهرة)؟
أنّى له ذلك..؟!! ولو تكاتفت وتكالبت جميع قوى الدنيا فلن ينالوا من قضية سيد الشهداء (ع). فقطعاً سيبوئون بالخزي والعار والفشل.
ثم ماذا يقول؟
(أما السُّبل التي نرى أنها ناجعة لإنهاء هذه الظاهرة وعدم العود إليها، أولا التثقيف المركّز من قبل المنظمات الحزبية الجماهيرية للابتعاد عن هذه الظاهرة).
كلامي للشباب.. يقول : (محاولة إيجاد ما يلهي الشباب في يوم العاشر من المحرم وكذلك عموم المواطنين من خلال مايلي :-
– إقامة مباراة رياضية مهمة ظهر يوم العاشر من المحرم تبدأ قبل بداية الركضة.
– إشغال الشباب بالسفرات المجانية والمعسكرات الطلابية.. ومنع اللطم في المسيرة والاستمرار بالقبض على من يشارك واتخاذ الإجراءات المشددة.
– تشخيص العناصر المشاركة كلما أمكن وخاصة الذين توجد ضدهم ملاحظات أمنية واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم).
أنا فقط أنقل حالة لأبنائي، كان هذا الجهاز الحزبي ينتشر (مراقبة ومتابعة) وكانوا يستعملون مادة الصبغ (السبريه) يعني ليس بفرشاة.. وكلما رأوا أحداً مثلاً يصلي على محمد وآل محمد بصوت عال.. ويرونه مثلاً يقول أبد والله ماننسى حسيناه.. أو يسمعون الناس تقول حسين.. حسين، كانوا يُعلّمون ظهره بهذا الصبغ.. حتى يروه بعض المندسين، يخرجوه ويحاكموه.. لماذا ؟ لأنه يلطم على الحسين !!
٦ . أقول قضيتين وأختم.
الأولى : ما أقواك يا أبا عبد الله.. وما أشد رعبك على الطغاة.. وما أخوفهم منك !!
معنى ذلك أنت لا زلت حياً قوياً.. تبعث الروح القوية في محبيك.. وهذا رأيناه رأي العين.. متى رأيناه؟ قبل سنين قليلة.. ولا أتحدث عن تاريخ قد يكون غير محفوظ عندكم… وهو أنّ الشباب أمثالكم كانوا بهمة سيد الشهداء (ع) قد أوقفوا أكبر تحدي خطير من قوى الظلام والخديعة والغش والإسلام المزيف المتمثل بد11عش.. ووقفوا وقفة بطل واحد واستجابوا لفتوى سيدنا.. تلك الفتوى التي أرعبتهم.. وبحمد الله قوة الحسين أخذلت هؤلاء.
الثانية : ما أجمل محبيك وهم يتمسكون بك.. وهم يجددون العهد لك.. هذه الشعيرة (شعيرة تبديل الراية) حقيقة لا نستطيع أن نعدّ الحاضرين أمثالكم غير الذين يرونه في الفضائيات.. فأين ما رام هؤلاء الأقزام؟. وما كان عند سيد الشهداء (ع) وعند محبيه؟
إخواني تمسكوا بالحسين (ع) نجاتنا (لا فقط في الآخرة). فكرنا يتجدد.. ينشط بالحسين (ع)
العراق.. وأخاطب الشباب.. الحسين (ع) له فضل كبير علينا.. كلما خرج شبابنا (وإن شاء الله لا يخرجون) عن الطريق، وكلما جاءت أفكار.. الحسين (ع) يتعهد أن يرجعنا إلى الطريق الصحيح.. الحسين (ع) هو هادينا.
إنّ سفينة الحسين (ع) واسعة وسريعة.. ندعو الله تعالى أن نوفق لأن ندخلها.
وأن لا يحرمنا الله في هذه الليلة من التمسك بسيد الشهداء (ع)، هذا حبل الله المتين، وهذه السفينة تسعنا جميعا.. نسأل الله أن يوفقنا أن ندخلها..
الشعائر بالمنهج الصحيح.
المجالس الحسينية.. الخطباء الأفاضل.. أنتم أيها الأحبة وعوائلكم..
أنا قلت دائما وأؤكد.. الشيبة المباركة تحضر في المجلس…. الكهل. الشباب. الرضع.
أسمعوهم صوت القرآن وصوت سيد الشهداء (ع).