في الساعة الأخيرة من يوم الطفوف، بعد أنْ استشهد جميع صحب الإمام الحسين وأهله، اقترب الإمام من الفرات كي يروي ظمأه، ومهما وصفنا عطش سيد الشهداء وشدته فلن نوفي، حتى أنَّ الإمام عندما همَّ أنْ يشرب، همَّ معه فرسه وقد خاطبه الإمام: أنا عطشان وأنتَ عطشان!
في كلِّ تفصيلةٍ من تفاصيل كربلاء مصيبةٌ عظيمةٌ، حتى في هذه اللحظة بعد أنْ اغترف غرفةً من الماء وأراد أنْ يشربها ناداه فارسٌ من جيش الأعداء: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ! تَتَلَذَّذُ بِشُرْبِ الْمَاءِ وَقَدْ هُتِكَتْ حُرمُكَ؟ فَنَفَضَ الْمَاءَ مِنْ يَدِهِ وَحَمَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَكَشَفَهُمْ فَإِذَا الْخَيْمَةُ سَالِمَةٌ.
[مناقب آل أبي طالب -ابن شهر آشوب- ج3 / ص215]
لقد كذب على الإمام ليترك الماء من يده، واختار كذبته عند نقطةٍ حساسة بالنسبة للإمام الحسين وهي غيرته على حرمه، وبالتأكيد الإمام يعرف كذبه لكن مع ذلك ترك الماء رغم عطشه كي يرينا كم هو غيور وكيف يجب أنْ تكون الغيرة أهمَّ حتى من الماء.
والحسينيُّ الحقيقيُّ يتعلم درساً كبيراً من غَيرة إمامه وأنْ لا يستهين بها أمام مغريات العالم الحديث.
وللأسف، هناك من تنازل عن مبادئه حتى تشوهت الأحاسيس الفطرية عنده.
ومواقع التواصل ترينا كم انتهكت الحداثة والعادات الغربية حرمة نسائنا عن طريق الأفكار والعادات الغريبة عن هو يتنا الدينية وصبغتها بصبغة الحرية من أجل الحصول على الشهرة والمال.
وبات الرجل يمشي على طوله وبقربه نساؤه وهنَّ في حالةٍ غير لائقةٍ ولافتةٍ للنظر، بل مثيرة للغرائز !!
موسم العزاء ومصيبة سيد الشهداء محطةٌ مهمةٌ لمراجعة النفس وجرّها الى الطريق المستقيم، طريق الإمام الحسين ومبادئه، بدل مبادئ يضحكون بها على ذقون السُّذَّج طوال السنة.
#مجموعة_إكسير_الحكمة