التسليم للمعصوم (أبو الفضل العباس أنموذجاً)
وردت زيارة أبو الفضل العباس (ع) عن طريق الإمام الصادق (ع) حيث روي أنَّه قال: (إذا أردت زيارة قبر العباس بن علي عليه السلام وهو على شط الفرات بحذاء الحائر فَقِف على باب السقيفة وقل: …. أشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبي المُرْسَل) [كامل الزيارات ص٤٤٠]
أول شهادة للعباس (ع) هي التسليم، أي الانقياد والإذعان التام للمعصوم (ع)، ولكن التسليم في أي شيء؟ لم يحدد الإمام الصادق (ع) التسليم في بابٍ مُعيَّن.
هناك قاعدة لغوية تقول (حذف المُتعلَّق يفيد العموم).
أي إذا تم حذف مُتعلَّق الفعل فهو يشمل عموم الأشياء، فلم يقل الإمام التسليم في الدين أو التسليم في الحرب مثلاً أو غيرها، وبالتالي حذف مُتعلَّق التسليم يعني التسليم للمعصوم في كلِّ شيء، وأما معنى (النصيحة) الواردة في الزيارة أي الإخلاص.
ولذا ورد عن الإمام السجَّاد (ع) أنَّه قال (رحم الله العباس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتى قُطِعَت يداه، فأبدله الله عزَّ وجلَّ بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإنَّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة) [أمالي الشيخ الصدوق ص٥٤٨].
#مجموعة_إكسير_الحكمة