السبب الرئيس للنهضة الحسينية العظيمة، هو أنّ الأمويين عملوا على محق الإسلام وتغييره بالمرة والإتيان بدين جديد يكون على مقاس الحاكم وبخدمته !!
جذور هذا الاسلام هو انقلاب السقيفة وتنحية أهل الحق عن حقهم، والإعلان الرسمي له هو يوم تنصيب عثمان بن عفان خليفة، حيث بايع على كتاب الله وسنة نبيه (ظاهراً) وسنة الشيخين، واستمر الحكم الأموي بتغيير كل ما يمت إلى الاسلام بصلة إلى أن وصل إلى يزيد بن معاوية، حتى كادت معالم الدين أن تُطمس وأحكامه أن تندرس، فجاءت نهضة الامام الحسين (ع) التي أعلن عن الهدف منها وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسير بسيرة جده (ص) وأبيه أمير المؤمنين (ع) وليس بسيرة الشيخين التي أدت إلى طمس معالم الدين من خلال منع أهل الحق من حقهم ومنع تدوين الحديث وغير ذلك.
وهذا صريح وصية الإمام الحسين (ع) لأخية محمد بن الحنفية كما رواه المجلسي وغيره :
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية إنّ الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، جاء بالحق من عند الحق، وأنّ الجنة والنار حق، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور، أني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله “أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي طالب”، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين، وهذه وصيتي يا أخي إليك وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
#مجموعة_إكسير_الحكمة
