لنتعرف معاً على صلح الإمام الحسن (ع) من ناحية (الأسباب والنتائج)
أما السبب، فقد بيَّنه الإمام (ع) بقوله (يا أبا سعيد! علة مصالحتي لمعاوية علَّة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله لبني ضمرة، وبني أشجع، ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية، أولئك كفار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل). [علل الشرائع ج ١ص211]
ولذلك لنا أن نقارن بين صلح الحديبية وصلح الإمام الحسن (ع) من حيث الأسباب والنتائج.
وموجز أسباب صلح الحديبية تفنيد الإعلام القريشي المشرك الذي تم بثه لإبعاد الناس عن الدعوة الإسلامية، إذ من خلال هذه الإشاعات التي بثها الإعلام القريشي ـ آنذاك ـ تمكن من جمع عشرة آلاف مقاتل ضد المسلمين في حرب الأحزاب.
وفي صلح الإمام الحسن سعى الإمام لتفنيد الإعلام الأموي ضد أهل البيت (ع) من خلال إتاحة تنقل المسلمين بين العراق والشام وبالتالي الاطّلاع على حقيقة الأمور بعيداً عن الإعلام الأموي.
وأما بالنسبة للنتائج، فقد تمكّن النبي (ص) من فتح مكة بعد هذا الصلح، بينما مهد صلح الإمام الحسن (ع) للفتح الحسيني، من خلال :
١ . تعبئة العالم الإسلامي بالرواية الإسلامية الحقيقية.
٢ . وتعريف المسلمين منزلة أهل البيت (ع).
٣ . وتبيين أن الصراع لم يكن على السلطة، ولهذا تنازل عنها الإمام الحسن مؤقتاً لصالح معاوية، وإنما هي حرب بين الهداية والضلالة.
٤ . وأيضاً استطاع الإمام الحسن (ع) أن يكشف للمسلمين نوايا بني أمية الذين لم يلتزموا ببنود الصلح وخالفوا صريح القرآن في ذلك، وأن يزيل هالة القداسة عنهم لكي يتمكن الإمام اللاحق من معارضتهم والقيام عليهم.
٥. وكذلك تمكن الإمام الحسن من حقن دماء الشيعة وحفظ من تبقى منهم، لينصروا أخاه الإمام الحسين (ع).
وبهذا تحقق الفتحان النبوي “والحسني –الحسيني” من خلال هذين الصلحين اللذين فضحا حقيقة جبهة الباطل المقابلة.
وقد وقع الصلح في مثل هذا اليوم ٢٦ ربيع الأول من سنة ٤١ هـ .
#مجموعة_إكسير_الحكمة