رغم ما نمر به من ظرف يستدعي أن ينسى الكل خلافاتهم ويتوجهوا لتخفيف ما يعانية شيعة أهل البيت (ع) في لبنان من محن وتقتيل وتهجير إلا أنّ ذلك لم يمنع هؤلاء الحاقدين الكذابين من بث سمومهم وأحقادهم الدائمة ودعوتهم للفتنة والتناحر بين المؤمنين كما ترون في صورة منشورهم !!
ولا نريد أن نطيل الحديث في أمرهم سوى أننا نبغي أن نبيّن كذبهم وتدليسهم.
فإننا كتبنا سلسلة من المنشورات قبل سنتين أو ثلاثة تبين منهج أهل البيت (ع) بعد واقعة الطف مستندين في ذلك على الأحاديث الشريفة وما فهمه منها الأغلبية الغالبة من أساطين المذهب من زمن المفيد إلى هذا الزمان [وقد ذكرنا الروايات وآراء العلماء في السلسلة] وكانت نتيجة هذه الأحاديث وما فهمه أعلامنا منها هو تجنب أهل البيت (ع) “القيام بالسيف لإسقاط الأنظمة الجائرة، وأمرهم شيعتهم بذلك حفاظاً على أرواحهم”. هذا كل مافي الموضوع.
ولكي لا يشتبه المتابعون بأنّ كل حمل للسلاح منهي عنه، خصصنا حلقة كاملة (وهي الحلقة ١٥ من السلسلة) ونبّهنا على ذلك، وكتبنا ما يستفاد من الحلقات السابقة عبر سبعة أمور، وقد جاء في بعضها ما يلي :
فقد ذكرنا في الأمر الرابع نصاً :
كما ذكرنا في النقطة الثانية : أنّ المنهي عنه في الروايات هو القيام المسلّح للاستيلاء على السلطة، أما حمل السيف للدفاع ومواجهة العدوان فخارجٌ عن موضوع تلك النصوص – كما رأيتَ -، ومن الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات ما أفتت به مرجعيتنا عام ٢٠١٤ وما رأيناه من استجابة الأبطال الغيارى لها.
وجاء في الأمر الخامس نصاً: لا علاقة لهذه النصوص بالسعي السلمي لاستلام مناصب في الدولة لأجل خدمة المؤمنين وبلادهم وتخفيف معاناتهم، ففرقٌ بين الاستيلاء على السلطة بثمنٍ هو الدماء والرقاب وبين تسنّم منصبٍ بواسطة الطرق السلمية.
وفي الأمر السابع:
إنّ النصوص التي ذكرناها في المجموعات الثلاثة لا علاقة لها بمجاهدة الأصناف الثلاثة الذين ذكرهم السيد الخوئي (قدس) في بداية كتاب الجهاد من رسالة منهاج الصالحين ج١ لأجل حفظ كيان الإسلام وجماعة المؤمنين، بل هي تتحدث عن الثورات والخروج بالسيف للإطاحة بالسلاطين. انتهى
وبعد كل هذا المسار الواضح الذي يفهمه أدنى الناس التفاتاً يأتي هؤلاء الكذابون المدلسون ليقولوا إنّ الإكسير التي تتباكى على السيد نصر الله اليوم هي تطعن به في الأمس وتصفه بالزيدي !!
عجباً لهذا الكذب المفضوح، هل سمعتم يوماً بأنّ السيد حسن نصر الله (رحمه الله) كان قد سعى في يوم من أيام حياته بأن يسقط النظام في دولته بالسلاح؟ أم أنّ الرجل قضى حياته بمجاهدة الكيان الصهيوني دفاعاً عن أرضه وشعبه؟ وهذا ما أكدنا على أنه مستثنى ولا تشمله النصوص الناهية عن حمل السلاح وذلك في الأمر الرابع والسابع.
ثم للسيد نصر الله نشاط سياسي في دولته، وهذا ما أكدنا على مشروعيته في الأمر الخامس.
ثم كيف تنسجم كذبتهم هذه مع ما ذكرناه في عمل إنفوگراف بعنوان (كيف تضخّمت إسرائيل) والذي نشرناه في ١٢ / ٤ من هذه السنة، يعني قبل ستة أشهر، حيث أثنينا على مقاومة الجنوب اللبناني ـ التي كانت بقيادة السيد نصر الله ـ وما فعلته عام ٢٠٠٠ بما نصه :
(ثم انسحبت من لبنان عام ٢٠٠٠ بعد عجزها من التصدي لضربات المقاومة في جنوب لبنان).
فكلامنا في هذه السلسلة وفي أي موضع آخر لا يمسّ السيد (رحمه الله) لا من قريب ولا من بعيد كما بيّنا بوضوح، ولكن ماذا نفعل لمن ملأ الحقد قلبه، لا لشيء، فقط لأننا نؤكد دائماً على التفريق بين المرجع الحقيقي والمتمرجع المزيف، وهؤلاء من أتباع أحد المتمرجعين، لا أكثر ولا أقل، فاستساغوا “الكذب المحض” من دون حياء، متجردين عن شرف الخصومة، مستغلين سكوتنا ترفعاً عن النزول لهاويتهم وضحالتهم، مع ما هم عليه من التلفيق والكذب والتدليس ضدنا، حتى أنهم في إحدى المرات نشر المعمم منهما منشوراً ملفقاً يريد من خلاله أن يصنع فتنةً ضدنا تصل إلى حد إراقة دمائنا رغم تنبيه بعض الإخوة له وأنّ المعلومات التي نشرتها غير صحيحة وهذا يؤدي إلى إيذائهم وإلحاق الضرر بهم، ولكنه بقي مصراً على الفتنة، وسنبين ذلك في مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى، والملفت أنه رغم سكوتنا عنهم يعيروننا بإكسير الفتنة !
علماً إنّ هؤلاء لم يستهدفونا لوحدنا بل وجّهوا سهام بغضهم إلى كل ما يمت الى أتباع المرجعية بصلة، مدونين وفضلاء وجهات إعلامية ثقافية وغير ذلك، تصور أنهم يفسقون ويطعنون بالكثير من أساتذة الحوزة لا لشيء، فقط لأنهم أظهروا ما يخالف مزاجهم الأعوج (مثلا بعض الأفاضل دعا إلى التمييز بين المرجع الحقيقي والمزيف فأقاموا الدنيا عليه) !!
لم يكن بودنا أن نخوض بهذا الأمر، خصوصاً في هذا الظرف العصيب، لكن هؤلاء أرادوا أن يتهموننا من خلال الأمر البالغ الأهمية لدينا وهو قضية شيعة أهل البيت في لبنان وما يتعرضون له من عدوان غاشم، فلندع ما يمكر هؤلاء ولنذهب لإعانة أهلنا كما دعت إليه مرجعيتنا.
#مجموعة_إكسير_الحكمة