هناك الكثير من الروايات الشريفة التي تنبّه المؤمنين على المسؤولية تجاه الكلمة، مثل ما ورد عن الإمام الصادق (ع): «لا يزال العبد المؤمن يكتب محسناً ما دام ساكتاً، فإذا تكلَّم كتب محسناً أو مسيئاً». [الكافي: ج٢، ص١١٦].
وأخرى تنبه على التروي والتثبّت وعدم التسرّع كما عن الإمام علي بن الحسين (ع) قال: «وددتُ – والله -أني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي: النَّزَق وقلة الكتمان». [الكافي، ج٢، ص٢٢٢]
فما بالك لو كان الكلام يتناول أموراً مهمة أو فيه إفتاءٌ شخصي أو كان مخالفاً للواقع؟
والمؤسف أننا نجد اليوم الكثيرين إذا كانت لديه فكرة يسارع إلى كتابتها على منصاته في مواقع التواصل من دون دراية وتثبّت، ولا ندري من الذي جعل في عقول الناس حقّ التعبير عن كل أفكارهم متى ما شاؤوا من دون مراعاة للحكمة والورع.
يكتب أحدنا من دون أن يحمل همَّ أي تبعات، حتى يصل الأمر للأحكام الشرعية، يسطّر بعض الآيات والشعارات وكأن الفقهاء يجهلون ما يعرفه هو، بل يظنُّ أنَّ الفقيه والشرع ينظران للأمور كما ينظر هو إليها !
المطلوب من الإخوة والأخوات هو التثبّت والتروّي وعدم التسرّع، واتّباع الحجة الشرعية من دون زيادة أو نقصان، وفّق الله الجميع لما فيه خيرٌ وصلاح.
#مجموعة_إكسير_الحكمة