فكر وثقافة

الحقد على الحوزة العلمية !!

علّمتنا الحوزة العلمية على احترام وتوقير أعلام الطائفة ومراجعها وعلمائها وفضلائها، حتى أننا إذا أردنا أن نناقش قولاً في مجلس البحث أو خارجه نذكر قائله بكل احترام، ثم يجب أن تكون كلمات النقد في غاية الأدب والإنصاف وبعيدة عن توهين القائل، حتى أنّ بعض العلماء حينما ينقد عالماً آخر يوجه النقد إلى القلم وليس إلى العلَم، فيقال: هذا من سهو قلمه الشريف.

ولكننا نجد ـ في أيامنا هذه ـ بعض من انتسب إلى الحوزة أو غيرهم يتناول الأعلام أو الأفاضل بأسلوبٍ بعيد عن أخلاق الحوزة وآدابها، بل بعيد عن تطبيق الحكم الشرعي بلزوم مراعاة حرمة المؤمن فضلا عن حرمة المؤمن العالِم ـ حيث لم يكن مبتدعاً ـ، من خلال كلمات معيبة مثل “حشوي . سطحي . تكفيري . كذاب . انهزامي . وغيرها، وكذلك كلمات الاستصغار والاستهزاء (مثل مجرد خطيب أو أستاذ حوزة)، حتى وصل بعضهم من سوء الأدب وانحطاط الذوق إلى أن تعدّى على مقام السيد الخوئي (قدس) ووصفه بالمتناقض وبعض فتاويه بالتكفيرية، مع أنه قاصر عن فهم عباراته والجمع فيما بينها !!

ولهذا التسقيط ثلاثة أسباب قد تجتمع وقد تفترق :
الأول: أنه قد تربى ونشأ على الحقد على الحوزة العلمية وعلمائها، وما يظهره من ود لبعضهم إنما مجاراة للوضع القائم. ولهذا فيكون هذا التسقيط والحنق انما هو تنفيس عما في النفس من أضغانٍ وأحقاد.
وبطبيعة الحال فإنّ مثل هذا لا بد وأن يكون تابعاً لمتمرجع مناوئ لخط الحوزة العلمية العام، فتراه يشن هجومه على كل عالم أو فاضل ينبّه الناس على خطر المتمرجعين وزيفهم.

الثاني : هو عدم الاتزان النفسي وعدم تحمّل أي كلمة أو رأي يخالف ما يراه، فتراه يهاجم كل من يخالفه وإن كان من المؤمنين، في حالةٍ أشبه بالجنون الأدواري !

الثالث: الدفع من خلال غسل الدماغ أو من خلال المال، فيكون جندياً أعمى ضدّ كل من يرغب الدافع بضربه، سواء كان فاضلاً أو مؤمناً عادياً .

نسأل الله تعالى لهم ولنا الهداية .

#أبو_تراب_مولاي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى