قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة 155] هذه الدنيا مليئة بالمصاعب والامتحانات، وإذا لم يوجد ما يقوّي المؤمن ويُثَبِّته على موقفه فلا يمكن أن يتحقق أي عمل.
والمؤمن هو أكثر الناس تعرُّضاً للبلاء وخير ما يعينه على ذلك هو الصبر، كما ذكرنا في الآية الشريفة وما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: (الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان). [الكافي الشريف ج2 – ص89]
والحديث الشريف واضح في أهمية الصبر لأنّ من دونه لن يسير المؤمن حسب تعاليم دينه، بل سيكون معترضاً على الله تعالى والعياذ بالله، لأنّ أسباب الابتلاءات كثيرة، إما لتكفير ذنوبه أو رفع درجته أو غيرها من أسباب يعلمها الله تعالى، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: (إنَّ في كتاب عليٍّ “عليه السلام” أنَّ أَشَدَّ الناس بلاءً النبيون، ثم الوصيون، ثم الأمثل فالأمثل، وإِنَّمَا يُبْتَلَى المؤمن على قَدْرِ أعماله الحسنة، فمن صَحَّ دِينُه وحَسُنَ عمله اشْتَدَّ بَلَاؤُه، وذلك أنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يجعل الدنيا ثواباً لمؤمنٍ ولا عقوبة لكافرٍ، ومن سَخُفَ دِينُه وضَعُفَ عمله قَلَّ بلاؤه، وإنَّ البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض) [الكافي الشريف ج2 – ص259]
هذه عظمة درجة المؤمن المُبتلى، ومن دون الصبر لن يصل إلى المراتب الرفيعة، وخير مثال ما جرى في كربلاء وكيف رأته السيدة زينب (عليها السلام) أنَّه (جميلاً)!
فالابتلاءات كثيرة لكن الجامع المشترك بينها أن المُعين عليها هو الصبر، فليتذكر المؤمن دوماً أنّ الله تعالى معه إذا كان هو مع الله، وحينها سيصبر على جميع الابتلاءات، وليتذكّر أنَّه برعاية حجة الله ألا وهو صاحب الزمان (عج) وأنّ نهاية الصبر هو الفرج.
#مجموعة_إكسير_الحكمة