آراء ومقالاتفكر وثقافةمنوعات

قصةٌ فيها عبرة

[قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم]

قال تعالى :
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) النحل ١١٢.

قيل ـ كما في مجمع البيان ـ : إنّ هذه القرية هي مكة، عذبهم الله بالجوع سبع سنين حتى أكلوا القد والعلهز (وهو الوبر) يُخلَط بالدم والقراد ثم يؤكل، وهم مع ذلك خائفون وجلون من النبي (ص) وأصحابه أن يغيروا على قوافلهم، وذلك حين دعا النبي (ص) عليهم فقال: اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعل عليهم سنين كسني يوسف.
وقيل: إنها قرية كانت قبل نبينا (ص) بعث الله إليهم نبياً فكفروا بذلك النبي وقتلوه فعذبهم الله بعذاب الاستئصال.

وفي أزماننا المتأخرة كان هنالك قوم يعانون الفقر سنوات طوال، وبعد أن مَنَّ الله عليهم بفتح أبواب رحمته ورزقه لهم، أخذ حالهم بالتحسّن، ووصل بعضهم إلى مرحلة بحبوحة العيش وبعضهم صار مترفاً.
ونتيجةً لتوافر النِعم على هذه الفئة من الناس صاروا يأتون المنكرات والفواحش ويقيمون المهرجانات الماجنة من دون إنكار اجتماعي بارز.

فسُلب الحياء من بعض النساء، وسُلبت الغيرة من بعض الرجال، فأصبح بعض الرجال يأخذون نساءهم لرجال آخرين فتتعرى أمامهم خلف أبواب موصدة، ينتظر رجالهن خلف تلك الأبواب نجاح عملياتهنّ التجميلية !!

لكي تصبح نساؤهم أجمل لتلبية رغباتهم الشهوية، أو لإلحاح تلك النسوة على أزواجهن ليقمن بعمليات ما يسمى بالنحت وسائر العمليات التجميلية، من دون مراعات الحلال والحرام وقوانين الحياء والغيرة !!
وفي هذه العمليات يجب أن يرسم الطبيب على أجساد تلك النساء وهنَّ بكامل وعيهن قبل التخدير.

نعم يا سادة هذا ما يحدث خلف بعض أبواب صالات العمليات وتبقى تلك النساء عاريات بعد التخدير، يقلبونهن على وجوههن وظهورهن حتى تمسي تلك النسوة وفق المواصفات التي يريد أزواجهن، أو مايردنه هنّ لمواكبة الترند.

مع العلم أنّ العديد منهن من المسلمات المحجبات ولسنَ فقط من السافرات اللواتي اعتدن إظهار أجزاء من أجسادهن أمام الأجانب !!

إنّ ممارسة هذه المعاصي والفواحش من صور الكفر بأنعم الله، وينطبق على هؤلاء القوم صدر الآية الكريمة، والسؤال: هل سيُطبّق عليهم ـ في يوم من الأيام ـ جزاء الكفر بالنعمة المذكور في الآية الكريمة (فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)؟
الحقيقة : هذا ليس ببعيد، فإنّ النِعم إذا لم تُشكر تزول.

ولنا أن نسأل: ماذا لو أنّ هؤلاء عوقبوا على كفران النعمة، ثم رويت قصة هؤلاء إلى الأجيال القادمة، فهل سيُلام هؤلاء الذين يعملون المنكرات فقط، أو يُلام الجميع لأنهم لم يحرّكوا ساكناً تجاه المنكر؟  بالتأكيد سيلام الجميع، لأنهم لم ينهوا عن المنكر حتى شملهم العذاب جميعاً.

وكان الواجب على الجميع :
أن يتداركوا الأمر قبل أن ينزل عليهم البلاء من الله تعالى بما يفعله القوم الفاسقون، ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، ويكون المجتمع ممانعاً ضدّ موجات الفساد والثقافات المناقضة للدين والأخلاق والآداب، وإلا فقد يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه ندم !!

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى